للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقف النقود

في الفقه الإسلامي

إعداد

الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الرسالة

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

(١)

فإن الوقف خصيصة من خصائص هذه الأمة ومفاخرها الباذخة، فهو من أفضل وجوه البر وأشرفها بعد الفرائض، ولذلك فقد حبس الصحابة الكرام رضي الله عنهم أحباسا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرهم عليها ويظهر سروره واغتباطه بذلك (حتى روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قوله: ((ما من أحد من الصحابة له مقدرة إلا وقف)) (١) .

لهذا وأمثاله كان للوقف دور كبير في صدر الإسلام في إرساء قواعد المجتمع الإسلامي الجديد الذي ولد في فجر الإسلام على يد صاحب الرسالة صلوات الله عليه ومن بعده من الأهل والأصحاب والتابعين، بل في عصر السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين.

ومع هذا وذاك فإن الوقف على اتساع دائرته الفقهية ونظرته الحضارية، وما بذل فيه فقهاؤنا القدامى والمحدثون، وما قام به الواقفون من قبل يبقى مؤسسة حضارية تحتاج منا إلى كثير من الدراسة المتأنية والاهتمام الكبير، علنا نستطيع عن طريقها أن نسهم في بناء مجتمع الغد المشرق في ظل الإسلام الحنيف وفقهه الحضاري المنيف.


(١) المغني، باب الوقف، باب أوقاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ البخاري، حديث (١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>