للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإيدز ومشاكله الاجتماعية والفقهية

وثيقة مقدمة من

الدكتور محمد علي البار

مستشار الطب الإسلامي بمستشفى الملك فهد التخصصية بجدة

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله الذي حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن والقائل في محكم التنزيل: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام: ١٥١] .

والقائل عز من قائل: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: ٣٢] .

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وآله وصحبه أجمعين.

والقائل: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)) (١) .

والقائل: ((لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا)) (٢)

وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما أن شاعت الفاحشة في بلاد الغرب ومنه إلى مختلف بلاد العالم إلا أصابهم الله بآفة الأمراض الجنسية، وأخطرها، متلازمة نقص المناعة المكتسب، المعروف باسم الإيدز (أو سيدا في الجهات الناطقة بالفرنسية) .

وفي هذا البحث المقدم بصورة مختصرة إلى مجمع الفقه الإسلامي في دورته الثامنة لمجمع الفقه الإسلامي المنعقدة بدار السلام بروناي في الفترة ما بين ١ – ٧ محرم ١٤١٤ هـ الموافق ٢١ – ٢٧ يونيو ١٩٩٣ تعرضت لمرض الإيدز ومشاكله الاجتماعية ... وقد أصدر المجمع الفقهي الموقر قراراته التي ألحقتها بهذا البحث، وأجل النظر في بعضها، ثم عقدت ندوة متخصصة نظمتها المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت بالاشتراك مع مجمع الفقه الإسلامي ومنظمة الصحة العالمية حول المشاكل الاجتماعية والفقهية المتعلقة بالإيدز، وذلك في ٢٣ – ٢٥ جمادى الآخرة ١٤١٤ هـ الموافق ٦ – ٨ ديسمبر ١٩٩٣. وقد اشتركت في هذه الندوة ومناقشاتها الخصبة وأبحاثها الرصينة.. وأضفت بعض ما جد من أبحاث حول هذا المرض الخبيث وأعدت النظر فيما كتبت من قبل بحيث يتفق مع ما توصلت إليه الندوة في غالب قراراتها التي ألحقتها بالكتاب ليكون مرجعًا في هذا الموضوع الحيوي الهام.

والله أسأل أن ينفع بهذا البحث والأبحاث المماثلة التي تضمها هذه السلسة التي تحاول أن تجيب على بعض الأسئلة الطبية الفقهية الاجتماعية بعد أن تعرض لأبعاد المشكلة وآراء الفقهاء والأطباء والعلماء وقراراتهم الهامة فيها.


(١) أخرجه البخاري في صحيحه
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك وابن ماجة في سننه والبزار.

<<  <  ج: ص:  >  >>