كيفية مكافحة المفاسد الأخلاقية
إعداد
الشيخ هارون خليف جيلي
عضو مجمع الفقه الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الذي خلق فهدى، وأرسل إلينا رسولا كريما، رؤوفا رحيما، بكتاب كريم. فيه تبيان لكل شيء، وهدى ورحمة للمؤمنين. ومدح فيه نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) بالخُلُق العظيم. بقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (١) .
والصلاة والسلام على هذا النبي الكريم، والسيد المطاع، سيدنا محمد صاحب الخلق العظيم، القائل: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) . وعلى آله الكرام وصاحبته الأخيار ومن اهتدى بهديه، وتخلق بخلقه.
وبعد، فلما رأيت في جدول البحوث الفقهية المزمع عرضها في الدورة الرابعة لـ (مجمع الفقه الإسلامي بجدة) هذا العنوان (كيفية مكافحة المفاسد الخلقية) جذبني إليه لأهميته وخطورته في مجتمعنا المعاصر. فاخترته للبحث فيه من بين زملائه قدر ما تسنح لي الفرصة، ويوفقني الله الكريم فيه أنه جواد كريم.
وإن البحث في مثل هذا الموضوع بحثا علميا وفقهيا يحوجنا أولا إلى تعريف الخُلُق، ومنشئه ومقاصده ومكانته وأنواعه وأثره في سلوك الفرد والجماعة. ثم إلى تعريف مفاسد الأخلاق وأسبابها ومظاهرها وأضرارها ثم الإشارة إلى الطرق التي عالجها الإسلام قديما، ثم المحاولة إلى الاهتداء للكيفية الناجحة لمكافحة تلك المفاسد الخُلُقية بإذن الله.
وسيكون بحثي في أكثر نقاطه موجزا وعابرا غير عميق، وربما يكون بعضها أطول من بعض لأهميته أو لنكتة أخرى. كما ستراه – أن شاء الله - في نقطة (الملاهي المحرمة- الأغاني- الاختلاط- التبرج) .
وسأقسم كلامي المتواضع حول هذا الموضوع الحساس الهام المتراطم الأطراف إلى خمسة فصول في كل فصل منها عدة مباحث. كالآتي:
الفصل الأول: (مفاهيم الأخلاق، ومنشؤها ومصدرها) .
الفصل الثاني: (قيمة الأخلاق في الإسلام) .
الفصل الثالث: (الأخلاق وأنواعها) .
الفصل الرابع: (أهم أسباب الانحراف والانحلال) .
الفصل الخامس: (طرق مكافحة المفاسد الخلقية) .
والله أسأل التوفيق والسداد. وهو حسبي ونعم الوكيل.
(١) القلم: الآية (٤)