للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التداوي والمفطرات

إعداد

الدكتور حسان شمسي باشا

رئيس قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد

استشاري أمراض القلب

عضو الكليات الملكية للأطباء الداخليين في بريطانيا

عضو الكليات الملكية للأطباء الداخليين في إيرالندا

بسم الله الرحمن الرحيم

مع إطلالة كل رمضان تكثر الأسئلة حول قضية المفطرات , وتزدحم الصحف والمجلات بالأسئلة حول ما يفطر وما لا يفطر من دواء أو علاج , ولا شك أن هذا الموضوع يمس الكثير من المسلمين، فقد يكون أحدهم مريضًا أو قريبًا لمريض.

وقد كثرت الآراء حول قضية التداوي والمفطرات، وحار كثير من المرضى فيما يأخذون من آراء. ولهذا فقد عقد المجمع الفقهي الإسلامي - جزى الله المسؤولين عنه وأعضاءه العاملين خير الجزاء - العزم على بحث موضوع المفطرات، والخروج منه بتوصيات محددة تزيل كل إشكال والتباس.

وكما يقول فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي: " فلقد توسع الفقهاء رضي الله عنهم في أمر المفطرات توسعًا ما أظنه خطر ببال أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، الذين شاهدوا التنزيل وفهموا عن الله ورسوله، فأحسنوا الفهم والتزموا فأحسنوا الالتزام.

تقرأ في كتب الحنفية فتجد ما يقرب من ستين مفطرًا من المفطرات، ومثل ذلك أو قريبًا منه في المذاهب الأخرى، وملؤوا مساحات واسعة من كتب الفقه، وشغلوا مثلها من تفكير المسلمين واهتماماتهم، وأصبحت معرفة هذه المفطرات الكثيرة الغزيرة الشغل الشاغل للصائمين ولأهل الفتوى في كل رمضان، وازدحمت المجلات والصحب والإذاعات والمساجد بالأسئلة والأجوبة حول المفطرات. وبها بعد الدين عن يسره وفطريته، وأصبح شيئًا معقدًا يحتاج إلى دراسة مطولة لكل عبادة من العبادات حتى يعرف مداخلها ومخارجها وأركانها وشروطها, والواقع أن جل ما يقال في هذا المجال مما لم يدل عليه محكم قرآن ولا صحيح سنة، ولا إجماع أمة، إنما هي اجتهادات يؤخذ منها ويترك، وآراء بشر. ويجب أن تُحاكم وترد إلى النصوص الأصلية والقواعد الشرعية والمقاصد الكلية ". (١)

ولا بد في البداية من تعريف المقصود بالصوم الشرعي، وما هي المفطرات في مجال التشخيص والتداوي والعلاج.


(١) (فقه الصيام) د. يوسف القرضاوي، طبعة مؤسسة الرسالة، ١٩٩٠ م، ص ٩٣ - ٩٤

<<  <  ج: ص:  >  >>