للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استثمار موارد الأوقاف

إعداد

الدكتور إدريس خليفة

رئيس المجلس العلمي بتطوان

قيدوم كلية أصول الدين

بسم الله الرحمن الرحيم

حقيقة الاستثمار:

الاستثمار في اللغة طلب إثمار المال، إذ أن السين والتاء للطلب، وكلمة الاستثمار بالعربية مرتبطة بالثمر والإثمار، وقد جاء في لسان العرب أنه يقال لأنواع المال والولد ثمرة، وأثمر الشجر خرج ثمره، وقال أبو حنيفة: أرض ثميرة كثيرة الثمر، والثُّمُر بضمتين الذهب والفضة، وفسر بذلك قوله تعالى: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} [الكهف: ٣٤] ، وثمر ماله: نماه، يقال: ثمر الله مالك أي كثره، وأثمر الرجل كثر ماله، والكلمة تستعمل في المجال الاقتصادي مرادفة للكلمتين: الفرنسية (Investisoment) ، وكلمة (Investment) الإنجليزية، وهذه الكلمة الأوروبية بلفظيها تعني استغلال المال بقصد الحصول على دخل، مثل إنشاء مصنع أو شرائه أو شراء أسهم وسندات وغيرها من أسباب نماء الثروة.

ويقتصر المفهوم الاقتصادي للمادة على إنتاج السلع الرأسمالية والمضافة إلى رأس المال، لذلك لا يدخل فيه شراء منزل أو مصنع قائم، لأن ذلك لا يعتبر إضافة جديدةالى المال العام، والاستثمار بهذا المعنى ذو أهمية كبيرة لكونه يضيف إلى المال العام، رفع طاقة الإنتاج وتنشيط القوة الشرائية، وتبادل الأموال.

وقد عرَّف معجم لاروس كلمة استثمار (Investisoment) بما يأتي:

١-استعمال رؤوس الأموال بهدف نمو إنتاجية مقاولة أوتحسين فوائدها.

٢-مكان المؤسسة: نادي الاستثمار.

٣-عملية استثمار في النشاط.

فالاستثمار إذن هو أداة أو عمل تفعيل النشاط الاقتصادي بقصد زيادة الأموال ورفع مستوى الدخل وتحسين فوائد المردودية وتحقيق النمو، وسنستعمله في هذا البحث للدلالة على مختلف أنواع النشاط الاقتصادي الهادف إلى زيادة المداخيل وتوفيرها للوفاء بأغراض الواقفين ونمو مؤسسة الوقف نمواً يؤدي إلى تعميم الخير والوفاء بمتطلبات التضامن الاجتماعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>