للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استثمار موارد الأوقاف

(الأحباس)

إعداد الشيخ حسن الجواهري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه الميامين.

توطئة:

رغم الاختلاف بين الوقف والحبس، حيث يكون الأول محتويا على فك الملك أو التمليك للغير على نحو غير طلق لتعلق حق الآخرين به، يكون الثاني عبارة عن عدم التمليك للغير أصلا، بل له حق الانتفاع به لمدة معينة أو غير معينة.

إلا أن المراد من هذين اللفظين رغم اختلافهما شيء واحد جامع بينهما، ألا وهو الفائدة المرجوة من الوقف أو الحبس للآخرين الذي يكون من أعمال البر والإحسان.

وقبل البدء في تفصيل الموضوع نذكر فوائد الوقف العام.

فوائد الوقف العام:

إن الوقف هو إحدى السنن الدينية المؤكدة التي تعد في زمرة الأعمال الصالحة الباقية، كما يعد أبرز مظهر لتجسيد روح التعاون الاجتماعي من الناحية الأخلاقية، وهو عمل يكشف عن حالة التقوى والتحرر وعلو الهمة لدى الواقف، ويضفي صفة الحسن والخلود على عمله.

وقد جنت المجتمعات الكثير من الثمار الثقافية والصحية والمعاشية عن طريق تلك الأوقاف، إن كثيرا من العلماء والمفكرين قد بلغوا المكانة العلمية الرفيعة من خلال الاستفادة من المصادر الموقوفة، وإن الخدمات العظيمة التي قدموها من أجل رقي الحضارة والثقافة الإنسانية كانت من خلال ذلك الطريق.

<<  <  ج: ص:  >  >>