سد الذرائع
إعداد
أ. د وهبة مصطفى الزحيلي
رئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه
بكلية الشريعة ـ جامعة دمشق
بسم الله الرحمن الرحيم
سد الذرائع
الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على أفضل الأنبياء وأكرم المرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد؛
هذا بحث عن سد الذرائع له أهمية واضحة في علم أصول الفقه وفي الوقائع الفقهية والعقود والحيل الشرعية، كما أن له دورًا واضحًا في غرس عوامل الخشية لله تعالى، وتربية الوازع الديني، والوجدان المسلكي النقي القائم على أساس متين من مراقبة الله عز وجل في السر والعلن، وفي المطامح والمطامع.
وسيظهر من خلال البحث أن فقهاءنا متفقون على ضرورة الأخذ بمبدأ الذرائع سدًا وفتحًا، على وفق ما هو مقرر في صرائح النصوص الشرعية، وهم إن اختلفوا في بعض تطبيقاته تأثرًا بما ينازعهم من أصول اجتهادية أخرى له صفة العموم في منهجهم الاستنباطي، فإنهم في بقية الحالات يعلنون صراحة الأخذ بالذرائع، وبخاصة ما جاء به النص القرآني أو النبوي، وسيتبين ذلك صراحة من خلال إيراد عبارات أئمة المذاهب حول اعتماد الذرائع أصلًا من أصول الشريعة.
وسيكون بحث هذا الموضوع بحسب الخطة التالية:
١- تعريف الذرائع، بيان معنى سدها.
٢- الفرق بين الذريعة والسبب، والوسيلة المستلزمة للمتوسل إليه.
٣- المقارنة بين الذرائع والحيل الفقهية ومدى الوفاق أو الخلاف بينها.
٤- أقسام الذرائع بحسب القطع بتوصيلها للحرام وعدم القطع، أحكامها وشروطها.
٥- موقف أئمة الفقه من الاحتجاج والأخذ بسد الذرائع، مع تحرير محل النزاع في ذلك.
٦- هل الأخذ بالذرائع مما اختص به المذهب المالكي، أو أن الأخذ بها ثابت في كل المذاهب وإن لم تصرح به؟ شواهد من فقه الأئمة الأربعة على العمل بسد الذرائع.
٧- أثر القول بسد الذرائع، اعتبارها وعدم اعتبارها في الفروع الفقهية.
٨- أمثلة لفتح الذرائع وسدها.