هذه ساعة من الساعات الطيبة التي يحبها الله؛ لأنه تجتمع فيها وجوه خيرة وأدمغة اتجهت إلى الخير، ليس لعقيدتها ودينها فحسب، وإنما للدنيا بأسرها، كما كان رسولها صلى الله عليه وسلم، وإذا كنا نسعد بحضورنا بهذا الاجتماع للمجمع الفقهي الإسلامي الرابع، فإننا نحس ونشعر أن هناك أموراً جدت في العالم الإسلامي من المعاملات لا يعرف الناس حكمها وما موقف الإسلام منها. فهناك سندات المقارضة، وسندات الاستثمار وبيع الاسم التجاري والخلو، وما إلى ذلك، وسيجد في المستقبل معاملات أشد تعقيداً من التي ذكرت، ما حكمها؟ وما موقف الإسلام منها؟ هذا المجمع الذي تجتمعون اليوم فيه وهو ثمرة من ثمرات مؤتمر القمة الإسلامي الثالث الذي انعقد بمكة المكرمة، سيأتي بثماره إن شاء الله.
إذن لا بد من حلول لهذه المعضلات، ولا بد أن يفتح باب الاجتهاد على نطاقه علماً ودراية، بل وفهما، وفي الأمة رجال على هذا المستوى، فهم ليسوا أقل ممن مضى، ولذلك أرى أن هذا المجمع وهو المجمع الفقهي الإسلامي سيكون هو المصدر لحل المشكلات والمعضلات.
أيها الإخوان
إن دولة الكويت بصفتها تحتضن مؤتمر القمة الإسلامي الخامس، ويرأسه صاحب السمو جابر الأحمد الصباح أمير البلاد، فإنني أولاً أبلغكم كما حملني لكم تحياته الطيبة وتمنياته الخالصة لهذا المؤتمر، وحملني دعوة للاجتماع القادم وهو الخامس لكي يكون في الكويت، فأهلاً وسهلاً بكم في بلدكم الكويت، وأبلغكم أداء للأمانة ما حملني سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء من تحياته الطيبة وأمانيه المخلصة لكم في هذا المؤتمر.
أيها الإخوان
يجب علي وأنا في هذا الموقف، ويجب علينا جميعاً ونحن في هذا المؤتمر أن نشيد وأن نشكر المسؤولين في المملكة العربية السعودية البلد الطيب المضياف الذي احتضن هذا المؤتمر مؤتمر الفقه الإسلامي الرابع، واحتضن من قبله مؤتمرات كثيرة، ودافع عن الإسلام وحمى العقيدة من أن تدخلها الشوائب، إن الإسلام كالماء، عند نبعه صاف كالزلال، فإذا صار هذا الماء من نبعه متجهاً إلى مصبه أخذ من خشاش الأرض حتى أصبح آسنا، فالحفاظ على العقيدة شيء مهم قبل كل شيء، فيجب أن نحافظ على التوحيد أولاً وقبل كل شيء من أن تدخله الشوائب، وكذلك يجب علينا جميعاً أن نشكر المسؤولين في هذه البلاد، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.
فجزاهم الله خيراً وجعل ذلك في موازينهم يوم القيامة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا حسب النيات وحسب المقاصد، والله الموفق.