للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلم

وتطبيقاته المعاصرة

إعداد

د. الصديق محمد الأمين الضرير

الأستاذ بكلية الشريعة والقانون – جامعة الخرطوم

بسم الله الرحمن الرحيم

،

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وبعد فهذا بحث عن:

السلم وتطبيقاته المعاصرة:

أكتبه لمؤتمر مجمع الفقه الإسلامي في دورته التاسعة، ملتزما فيه بالخطة التي وضعتها الأمانة العامة للمجمع، مستعينا بالله، وسائلا السميع القدير أن يهديني الصراط المستقيم.

١- تعريف السلم:

السلم والسلف بمعنى واحد، الأول لغة أهل الحجاز، والثاني لغة أهل العراق (١) .

والسلم في الاصطلاح هو كما عرفه التمرتاشي: بيعُ آجلٍ بعاجلٍ (٢) ، فالسلم نوع من البيع يتأخر فيه المبيع، ويسمى المسلم فيه، ويتقدم فيه الثمن، ويسمى رأس مال السلم، فهو عكس البيع بثمن مؤجل، ويسمى البائع المسلم إليه، ويسمى المشتري المسلم.

وعرف الدردير السلم بأنه: بيع يتقدم فيه رأس المال ويتأخر المثمن لأجل (٣) .

وعرفه النووي بأنه: بيع موصوف في الذمة (٤) .

وعرفه ابن قدامة بقوله: هو أن يسلم عوضا، حاضرا في عوض موصوف في الذمة إلى أجل (٥) ، ولا يوافق ابن حزم على أن السلم بيع؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم سماه السلم والسلف والتسليف، ولم يسمه بيعا (٦) .


(١) نيل الأوطار ٥ /٢٣٩
(٢) تنوير الأبصار مع ابن عابدين ٤/ ٢٨١، وقال ابن عابدين: الأولى أن يقال: شراءُ آجلٍ بعاجلٍ.
(٣) الشرح الكبير ٣ /١٧٠
(٤) المنهاج مع نهاية المحتاج ٤ /١٧٨
(٥) المغني: ٤/ ٣٠٤
(٦) المحلى ٩/ ١٠٥، ١٠٦، ١٠٧، ١١٤

<<  <  ج: ص:  >  >>