للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التداوي بالمحرمات

إعداد

الدكتور محمد علي البار

مستشار الطب الإسلامي بمركز الملك فهد

للبحوث الطبية

التداوي بالمحرمات

١- التداوي بالخمر:

الحمد لله الذي أحل الطيبات وحرم الخبائث، والقائل في محكم كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: ١٧٩] ، والقائل: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [المائدة: ٤] ، والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة، الذي وصفه المولى سبحانه وتعالى بقوله: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: ١٥٧] ، وقد أوضح صلى الله عليه وسلم هذه الخبائث فكان من أخبثها الخمر التي حرمها الله سبحانه وتعالى على عباده تحريماً أبدياً في هذه الدنيا، قال تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (٩١) } [المائدة: ٩٠- ٩١] ، وقد وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمر وعرفها لنا تعريفاً واضحاً جلياً، فقال صلى الله عليه وسلم: ((كل مسكر خمر، وكل خمر حرام)) (١) و ((ما أسكر كثيره فقليله حرام)) (٢) و ((كل مسكر حرام، وما أسكر منه الفرق فملئ الكف منه حرام)) (٣)


(١) أخرجه الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي عن مالك في الموطأ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
(٢) أخرجه أبو داود والترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
(٣) أخرجه الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك

<<  <  ج: ص:  >  >>