للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلاج الطبي

١– علاج الحالات الميئوس منها.

٢– مدى توقف العلاج على إذن المريض.

جمع وترتيب

الدكتور عبد الله محمد عبد الله

الكويت – محكمة التمييز

بسم الله الرحمن الرحيم

أولًا – علاج الحالات الميؤوس منها:

اليأس كما في لسان العرب القنوط وقيل: نقيض الرجاء وقيل: اليأس إحدى الراحتين (١) وعلى هذا فإن المفهوم من العنوان أن المطلوب هو حكم علاج من وصل إلى هذه المرحلة التي يئس فيها المريض من الشفاء أو يئس الطبيب نفسه من جدوى علاجه: هل يسوغ له ترك علاجه؟ وهل يعتبر الطبيب مقصرًا إن هو لم يقم بأي عمل إجابي نحوه؟ وأرى أن لهذه الحالات ثلاث صور:

الأولى: أن يصل المريض بسبب مرضه إلى هذه الحالة التي يعبر عنها الفقهاء بأنها حركة مذبوح فلا يبقى معه سمع ولا إبصار ولا حركة اختيار بالأسباب العادية من غير جناية عليه.

الثانية: أن يصل إلى حركة مذبوح بأن لم يبق فيه إبصار ونطق وحركة اختيار بالجناية عليه.

الثالثة: بالنسبة للأمراض التي لم يصل الطب إلى علاج لها.

والكلام عليها ينبغي أن تقدم لها مقدمة فتبين أولًا مذاهب العلماء في التداوي ثم نذكر مذاهب العلماء وأقاويلهم على الصور المشار إليها.

أولًا – مذاهب العلماء في التداوي:

١– التداوي جائز أي مباح.

٢– فعل التداوي أفضل من تركه وبه قال بعض الشافعية، قال النووي في شرح مسلم إنه مذاهب الشافعية وجمهور السلف وعامة الخلف (٢) وقطع به ابن الجوزي والقاضي وابن عقيل.

٣– مذهب أبي حنيفة أنه مؤكد حتى يدانى به الوجوب.

٤– مذهب مالك يستوي فعله وتركه.

وفى الحديث قال صلى الله عليه وسلم: عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو دواء إلا داء واحدًا، فقالوا: يا رسول الله وما هو؟ قال: الهرم، رواه أبو داود والترمذي وصححه.


(١) أساس البلاغة للزمخشري.
(٢) شرح النووي على مسلم ١٤/١٩١، باب لكل داء دواء واستحباب التداوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>