للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زراعة الغدد التناسلية أو زراعة

رحم امرأة في رحم امرأة أخرى

إعداد

الدكتور حمداتي شبيهنا ماء العينين

مكلف بمهمة بالديوان الملكي – بالرباط

بسم الله الرحمن الرحيم

في إطار تعامل الإنسان مع مستجدات الحياة، نبهه الباري جل وعلا، بأنه سيفاجأً من حين لآخر بمظهر من مظاهر انفراد رب الكون، وخالقه، بإبراز الدليل على عظمته من خلال ما يبديه للعقل البشري من كنوز معرفته، ويسمح له بأن يصل إليه في فترة ما، من فترات تعاقب الأجيال على درب مرور الإنسانية بساحة هذه الحياة الفانية.

لقد أتى هذا التنبيه واضحاً في آيات قرآنية، منها: قول الله عز وجل:

{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} (١) وقوله: {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (٢) إنما يملأ الكون من تطور ظل يثبت أن الله يخلق في كل فترة ما لا يعلم أسلاف من على قيد الحياة، وهذه نعم من الله على عباده، وهي تجعلهم تحت محك الاختبار الدائم لمعرفة مدى تحكم الإيمان في نفوسهم، ومدى استعدادهم لتفهم كتاب الله، وتدبرهم لآياته وتعاملهم مع آيات عظمة الله وانعكاس ذلك على مدى تحكم الإيمان في نفوسهم.

ولله در عمنا الشيخ محمد الإمام، من علماء المغرب، حين قال:

أما أخو الإيمان إن ير آية

تزد لديه قوة الإيمان

أما الذي في قلبه مرض فقد

يزداد خسراناً على خسران

من هذه المبادىء العامة نتخلص إلى محاولة الدخول في صلب موضوع هذا البحث الأقرب إلى تساؤلات عن أوجه الحكم في إمكانية: زرع الغدد التناسلية، والأعضاء التناسلية من رحم امرأة إلى أخرى.


(١) {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الآية ٨٥ من سورة الإسراء] .
(٢) {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الآية ٨ من سور النحل] . لقد بدأت هذه السورة بتحديات علم الإنسان، سواء فيما يرجع للظواهر والكائنات التي شاهد أو يشاهد، أو تلك التي لازالت قائمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>