للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفطرات

في ضوء الطب الحديث

إعداد

الدكتور محمد هيثم الخياط

عضو مجامع اللغة العربية

بدمشق وبغداد وعمان والقاهرة وعليكرة

وأكاديمية نيويورك للعلوم

نائب المدير الإقليمي

لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط

بسم الله الرحمن الرحيم

- ذكر الله سبحانه في القرآن الكريم ما يفطر الصائم، وهو الأكل والشرب والجماع، فقال تعالى: {فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: ١٨٧] كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في ما يرويه عن ربه عز وجل متحدثًا عن الصائم: ((يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي)) . (١)

- وقد وردت في كتب الفقه الإشارة إلى (الجوف) فاعتبر المفطر ما يصل إليه.

- ونحن لا نجد في القرآن الكريم أي إشارة إلى الجوف إلا في قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: ٤] ، وهو جوف لا يمت إلى ذلك الجوف بصلة.

- كذلك وردت لفظة (الجوف) في الحديث الشريف، ولكن دونما صلة بالصيام أو الإفطار، بل قد وردت بما لا يتفق أصلًا مع مفهوم الجوف المشار إليه، ففي حديث ابن ماجه وأحمد عن ما يدخل النار قال: ((الأجوفان الفم والفرج)) . وقل مثل ذلك في جوف الليل , جوف رحله , أجواف بيوتكم. ومثل ذلك: ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خير له من أن يمتلى شعرًا)) و: ((إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن)) و: ((مثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه)) و: ((إن الشيطان يضحك من جوفه)) و: ((طوبى لأجواف تحمل هذا)) و: ((لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب)) .

- ولا يعرف أطباء اليوم شيئًا يقال له (الجوف) هكذا معرفًا بالألف واللام، ولكنهم يعرفون (أجوافا) معرفة بالإضافة؛ كجوف الصدر (الذي يشتمل على الرئتين والقلب والعروق الكبار) ، وجوف البطن (الذي يشتمل على المعدة والأمعاء والكبد والطحال ... ) ، وجوف الأنف، وجوف الفم، وجوف المعدة، إلى غير ذلك من الأجواف.


(١) متفق عليه، من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>