للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حقائق عن مرض الإيدز:

أعلن مسؤولون في منظمة الصحة العالمية خلال انعقاد المؤتمر الدولي التاسع للإيدز في برلين في الفترة ما بين ١٧ و٢١ ذي القعدة ١٤١٣ هـ، أن عدد حاملي فيروس الإيدز الذين تم تشخيصهم والإبلاغ عنهم حتى الآن قد وصل إلى ١٤ مليون شخص، بينهم أكثر من مليونين ممن ظهرت عليهم أعراض المرض. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يرتفع هذا العدد إلى ثلاثة أضعافه بنهاية القرن العشرين. واليوم وبعد مرور ١٢ سنة على ظهور هذا المرض وفشل كافة المحاولات العلمية في إيجاد لقاح أو علاج شاف له لا بد لنا من التساؤل عما إذا كان الحل لهذه المشكلة الصحية الخطيرة تقتصر على العلم والطب فحسب. فالواضح أن لله حكمة في كل هذا، وأن الحل أو قسم كبير منه يكمن في اتباع صراط الله المستقيم والخلود إلى العفة والطهارة والتزام الحشمة والأدب ومحاسن الأخلاق التي تعتبر أفضل وسائل الوقاية ضد هذا الوباء القاتل. وصدق من قال (الوقاية خير من العلاج) .

كلمة الإيدز أو السيدا هي تعبير أجنبي مختصر لمصطلح طبي معناه: (متلازمة العوز المناعي المكتسب) ، أي أنه عبارة عن مجموعة من الأعراض المرضية التي تصيب أجهزة الجسم المختلفة نتيجة للنقص الشديد في المناعة الناجم عن عوامل مكتسبة في البيئة وليس نتيجة لمرض موروث أو عارض تلقائي.

تعود أسباب الإصابة بمرض الإيدز للعدوى بفيروس عوز المناعة البشرية (إتش. آي. في) ، المختص بمهاجمة خلايا الإنسان اللمفاوية المسؤولة عن نظام المناعة. ويتكون هذا الفيروس من مادة من الحمض النووي يحيط بها غلاف من البروتين. وباستطاعة هذا الفيروس تغيير غلافه البروتيني بطريقة تساعده على الهروب من مقاومة الجسم له. كما يوجد فيه إنزيم خاص يمكنه من السيطرة على محتويات نواة الخلية البشرية وتحويل مادتها الوراثية إلى كتلة من الفيروسات المعدية التي تتكاثر وتتوالد فتفجر غلاف الخلية اللمفاوية المصابة وتخرج منه على شكل فيروسات جديدة للإيدز تهاجم الخلايا اللمفاوية أو الخلايا المساعدة الأخرى، وتحولها إلى مزارع للفيروس تتزايد بسرعة خارقة، تحرم الجسم من خلاياه المناعية وتحطم نظامه الدفاعي وجهازه المناعي. ولما كانت الخلايا المناعية تقوم بدور الرقيب على بروز الخلايا السرطانية في الجسم، حيث تباشر في قتلها بالمهد، فإن تدميرها أو اختفاءها يتيح المجال لنمو الأورام السرطانية في أنسجة الجسم المختلفة كالجلد والدم والغشاء المخاطي للجهاز الهضمي. ومع انهيار جهاز المناعة يصبح الجسم فريسة للأمراض الانتهازية التي تنقلها الطفيليات والفطريات وبعض أنواع الجراثيم والفيروسات الأخرى، كالسل والتهاب الأمعاء والتهاب الدماغ والأمراض الجلدية والتناسلية. كما يعجز الجسم عن توليد أجسام مضادة قادرة على مقاومة الفيروس ووقف انتشاره، إلا أنه يولد بعض الأجسام المضادة الكافية للكشف عن الفيروس.

<<  <  ج: ص:  >  >>