للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونال هؤلاء النتائج التالية:

(أ) ما نالوه في الغرب:

١ ـ لقد استطاعوا تشويه الإسلام والمسلمين في نظر شعوب الغرب فلقد صوروا لهم الدين الإسلامي بصورة سيئة وبأن المسلمين أبطال التعصب والتزمت حتى كره الغرب المسلمين. يلاحظ هذه الناحية كل من يتعمق في موقف الأوروبيين فيما يجري من مذابح على الأرض الإسلامية دون تحريك ساكن في الغرب بينما إذا قتل إنسان غير مسلم في أي مكان في العالم تقوم قيامة أوروبا مطالبة بالعدل والرحمة والسلام. يقول محمد أسد في كتابه الإسلام على مفترق الطرق: "لا تجد موقف الأوروبي موقف كره في غير مبالاة فحسب ـ كما هي الحال في موقفه لسائر الأديان والثقافات عدا الإسلام ـ بل هو كره عميق الجذور يقوم في الأكثر على صور من التعصب الشديد. وهذا الكره ليس عقليًّا فقط، ولكنه أيضا يصطبغ بصبغةعاطفية قوية ,لا تقبل أوروبا تعاليم الفلسفة البوذية أو الهندوكية ولكنها تحتفظ دائما في ما يتعلق بهذين المذهبين بموقف عقلي متزن مبني على التفكير , إلا أنها حالما تتجه إلى الإسلام يختل التوازن ويأخذ الميل العاطفي بالتسرب". (١) .

٢ ـ استطاعوا بخلقهم هذا الشعور في الغرب تشجيع الغربيين على غزو المسلمين والقضاء عليهم وكأنهم وهم يقومون بهذا العمل يشعرون أنهم يحققون عملًا إنسانيًّا رفيعًا وذلك بتخليص الإنسانية من الخطر على التقدم والحضارة الإنسانية.


(١) عن الفكر الإسلامي وصلته بالاستعمار الغربي، لمحمد البهي: ص ١٨٥

<<  <  ج: ص:  >  >>