للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الثاني

أساليب الغزو الفكري ومدارسه

الفصل الأول: أساليب الغزو الفكري.

الفصل الثاني: مدارس الغزو الفكري المشبوهة.

الفصل الثالث: طرق محاربة هذه المدارس المشبوهة وفضحها.

الفصل الأول

أساليب الغزو الفكري

يعتمد الغزو الفكري للإسلام منهجين اثنين للوصول إلى غايته في هدم الإسلام وتقويضه من الداخل، وسأذكر هذين المنهجين في مبحثين اثنين، ودونك التفصيل:

المبحث الأول

التشكيك في النصوص المقدسة في المجال الديني

(أ) التشكيك في القرآن الكريم

شكك الغزاة في القرآن الكريم من جهة نزوله، ومن جهة موضوعاته، ومن جهة إعجازه، ومن جهة معانيه وأحكامه، ومن جهة لغته، وغير ذلك.

وأبرز ذلك كله؛ التشكيك في أمور ثلاثة:

١ ـ في نسبة القرآن إلى الله عز وجل.

٢ ـ وفي متن الآيات.

٣ ـ وفي شخصية محمد عليه السلام.

أما في نسبة القرآن الكريم إلى الله ـ عز وجل ـ فقالوا: إن القرآن ليس وحيًّا من عند الله، ولكنه من عند محمد فهو من نوادر الأعمال الإنسانية الرائعة , وأنه مقتبس من التوراة والإنجيل وأنه لذلك ليس معجزًا لا في نظمه، ولا في معانيه.

وأما في متن القرآن فقالوا إنه حرف وبدل، وإنه متناقض ومتعارض بعضه مع بعض , وإن في نصه أخطاء كثيرة علمية وتاريخية ولغوية وأخلاقية (١) ، ولا مجال للرد على هذه المفتريات الآن بل العمل على الكتب المتخصصة.

وأما في شأن شخص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمن أحسن الكتب التي دافعت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كتاب (خاتم النبيين) للأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله.

(ب) المطلب الثاني: التشكيك في السنة المشرفة:

وأما السنة فلقد صوب إليها الغزاة من السهام أكثر مما صوبوا للقرآن الكريم، ذلك لوجود البعد البشري في السنة، فشككوا في الصحابة الكرام في عدالتهم وضبطهم اعتمادا على بعض الروايات الواهية الساقطة والمقولات الهابطة. وشككوا في بعض الأحاديث النبوية مدعين تناقضها بعضها مع بعض، أو مخالفتها للعلوم الحديثة ومقولاتها الطبيعية، وشككوا كذلك في علم مصطلح الحديث, وفي رجال الحديث وأئمته الجهابذة، ورجال الجرح والتعديل.

وانظر في ذلك كتابًا نفيسًا ألفه الدكتور محمد محمد أبو شهبة اسمه: (دفاع عن السنة) تجد طلبتك إن شاء الله تعالى فأحيلك عليه؛ لأن المحل محل اختصار.


(١) انظر: الفكر الإسلامي الحديث، للدكتور محمد البهي، وحقائق الإسلام وأباطيل خصومه، للعقاد

<<  <  ج: ص:  >  >>