للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثاني

ظاهرة البديل عن الإسلام

هنالك من المفاهيم الوطنية القومية ما يحمده الإسلام ويقره عنصرًا رديفًا مؤيدًا، فلا يصلح لأن يكون عقيدة أو دينًا، وذلك كالقومية العربية، والولاء للوطن، والشهادة في سبيل الله، وما إلى ذلك.

ولكن رجال الغزو الفكري يتقصدون أن يبالغوا في هذه القضايا، ويحلو لهم لغاية في أنفسهم أن يجعلوا منها بدائل عن الإسلام.

فنصبوا من القومية العربية التي نعتز بها كلنا دينًا بديلًا عن الإسلام، بحيث صار الإسلام من مقومات القومية العربية وليس العكس.

ونصبوا من الوطنية وثنًا يعبد من دون الله ـ حاشا لله ـ كما قال شاعرهم:

لو بدا لي موطني وثنًا لهممت أعبد ذلك الوثنا!!

وقس على ذلك الشهادة والشهداء، والأمة والدولة، ...

فهذه المفاهيم على ضرورتها للمجتمعات الإنسانية، لا تصلح دينًا ولا عقيدة ولا فكرًا؛ لأنها تفتقر إلى مقومات ذلك، فكيف تصلح بدائل عن الإسلام؟!

والعجب من بعض المسلمين من المفكرين والكتاب والأدباء من يدعو إلى هذه المبالغات الجوفاء التي ظهر عوارها وانكشف زيفها وباطلها وبهرجها.

<<  <  ج: ص:  >  >>