للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩- ما هي الوقاية التي ينبغي الأخذ بها عند الحلق بالجمرات لاتقاء الإصابة بنقل فيروس الإيدز أو فيروس التهاب الكبد؟

إن عملية الحلق بالجمرات تحتاج إلى تنظيم وإشراف وحزم ومراقبة مستمرة نظراً لما تشكله من خطر كبير على الحجيج الذين يسلمون أنفسهم للباري عز وجل غير آبهين بالأخطار التي تتهددهم لاعتقادهم أن هذه العملية مجرد مسألة روتينية بسيطة، لا مجال للشك بها أو الخوف منها. وبما أن مرض الإيدز ومرض التهاب الكبد ينتقلان عن طريق التلوث بدم أحد المصابين، فإن هنالك احتمالاً كبيراً في أن يكون بين الحجيج من يقوم برحلته الأخيرة متضرعاً لله عز وجل طالباً الصفح والغفران لأنه يعلم أن نهايته قريبة نظراً لإصابته بمرض الإيدز وحمله لفيروسه القاتل.

وهذا يعني أن أية جروح تظهر نتيجة الحلق بالجمرات عند مريض مصاب ستنقل فيروس المرض إلى الشخص الذي يليه في عملية الحلق. خاصة وأن معظم الحلاقين لا يعقمون أدواتهم تعقيماً صحيحاً ولا يستخدمون الشفرات التي يمكن تغييرها واستبدالها مباشرة بعد كل حلاقة. أضف إلى ذلك وجود عدد كبير من الحلاقين الغير مرخصين والغير مؤهلين الذين لا هم لهم سوى الكسب المادي الرخيص الذي يمكن أن يكلف عدداً كبيراً من الحجيج أرواحهم.

لذا فإنه من الضروري جداً أن تقوم السلطات المختصة بتنظيم هذه العملية وتوفير أدوات الحلاقة التي يمكن استخدامها أو استخدام شفراتها لمرة واحدة فقط، وعدم السماح لغير الحلاقين المؤهلين والمرخصين بالقيام بمثل هذا العمل؛ حرصاً على سلامة الحجيج، والله من وراء القصد.

أ. د. مصطفى عبد الرؤوف أبو لسان

<<  <  ج: ص:  >  >>