للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه سلسلة الإفك والضلال، التي توالت حلقاتها ببلاد الهند من أحمد خان إلى برويز، تعطينا صورة عما بذلوه من جهود في محاربة الإسلام، وقد أسس كل واحد منهم بطانة من حوله، وأفسد بتلك البطانة أفواجاً من الناس وأجيالاً، داخل البلاد وخارجها، تأولت الإسلام، وحرفت معاني القرآن، وأنكرت السنة، وغيرت أصول الدين وقواعده، إتلافاً لروح الأمة، وقضاء على الجماعة الإسلامية، وتفكيكاً لوحدتها، وإن قادة الضلال والفكر هؤلاء وإن ولوا بالعار والخزي، وباؤوا بالخسران دنيا وأخرى، قد التقوا جميعاً على الطعن في السنة ومحاربتها مثيرين الشبه الكثيرة من حولها، وهي شبه قد سبقت الإجابة عن أكثرها، لا تحتاج من المؤمن الصادق إلى كبير جهد لدفعها وإبطالها، ولكن {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: ١] ، {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (٨) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (٩) } [محمد: ٨-٩] .

فمما دعوا إليه الاكتفاء بالقرآن وحده، قالوا: حسبنا كتاب الله، قال الجكرالوي: (إن الكتاب المجيد ذكر كل شيء يحتاج إليه في الدين مفصلاً ومشروحاً من كل وجه، فما الداعي إلى الوحي الخفي؟ وما الداعي إلى السنة؟) (١)

وأنكروا مصدرية السنة وكونها وحياً من الله فقالوا: (يعتقد أهل الحديث أن نزول الوحي من الله عز وجل إلى نبيه عليه السلام قسمان: جلي متلو وخفي غير متلو، والأول هو القرآن، والثاني هو حديث الرسول عليه السلام، غير أن الوحي الإلهي هو الذي لا يمكن الإتيان بمثله، بيد أن وحي الأحاديث قد أتى له مثيل بمئات الألوف من الأحاديث الموضوعة) (٢) ، (وأنا لم نؤمر إلا باتباع ما أنزله الله بالوحي) (٣)


(١) مجلة إشاعة القرآن، العدد ٣/ ٤٩؛ إشاعة السنة: سنة ١٩٠٢، عدد ١٩/٢٨٦؛ حشمت علي خليفة عبد الله، مجلة إشاعة القرآن، ديسمبر: ١٩٢٧/٤
(٢) مجلة إشاعة القرآن سنة ١٩٠٣، عدد ٤/ ٣٥؛ مجلة إشاعة السنة: ١٩٠٢، ١٩/٢٣٥؛ الحافظ محب الحق، بلاغ الحق: ١٩
(٣) المباحثة: ٨١؛ مقام حديث: ١٣٩

<<  <  ج: ص:  >  >>