للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وادعوا أن في اتباع السنة ما يفرق الجماعة المسلمة ويصرف بعضها عن بعض، قال الجكرالوي: (لا ترتفع الفرقة والتشتت عن المسلمين، ولن يجمعهم لواء ولا يضمهم مكتب فكر موحد، ما بقوا متمسكين بروايات زيد وعمرو) (١) ، وقال برويز: (قد فاق تقديس هذه الكتب –كتب السنة- كل التصورات البشرية، مع أنها جزء من مؤامرة أعجمية استهدفت النيل من الإسلام وأهله) (٢)

ولم يثقوا بنسبة الأحاديث إلى صاحب الرسالة، قال أسلم: (قد كان للعواطف البشرية يد في تصحيح السنة وتضعيفها، وإنا لنرى توثيق الرواة لم ينحصر في الصدق فحسب بل تجاوزه إلى التلمذة والتشيخ، والمشاركة الفكرية، والعواطف والميول الوجدانية) (٣)

وقال عبد الله الجكرالوي: (بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بمئات السنين نحت بعض الناس هذه الهزليات من عند أنفسهم، ثم نسبوها إلى محمد صلى الله عليه وسلم وهو منها براء) (٤)

وقال أسلم أيضاً: (لا تتجاوز السنة مرحلة أخبار الآحاد طبقاً للأصول التي أقرها المحدثون، ولا تبلغ رواية من رواياتها إلى المتواتر المفيد للعلم واليقين) (٥)

ولم تنقطع هذه الدعاوى عن الانتشار في كثير من البلاد الهندية وحتى الغربية والأوروبية بعد انقضاء زعمائها وموتهم.

ويتلخص من هذه الآراء والأفكار اتجاهان اثنان هما: القول بالاكتفاء بالقرآن وحده في أمور الدنيا والآخرة كلها، وإلغاء حجية السنة النبوية في الدين؛ إذ لا مجال لإقحامها فيه.


(١) مجلة إشاعة القرآن، عدد نوفمبر ١٩٠٦/٣٩
(٢) شاهكار رسالت: ٤٤٦
(٣) مقام حديث: ١٢٥
(٤) ترك افتراء تعامل: ١٢
(٥) تعليمات قرآن: ١٠٢؛ مجلة أهل حديث، أبريل ١٩٣٦/٣٠٩

<<  <  ج: ص:  >  >>