للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال جودت باشا في تاريخه عند ذكر المسكوكات: قد ثبت بمقتضى التحقيقات التي وقفنا عليها في هذا الباب ونظرا لما حققه أصحاب هذا الفن – ثبت أن اليونانيين هم الذين أحدثوا السكة قبل حوالي ألفين وستمائة سنة، وقبل ذلك كانوا يتبادلون الأموال بالسبائك المصنوعة من الذهب والفضة وما شابهها. وكانوا ينقشون على مسكوكاتهم تارة رسم أصنامهم وطورا رسم الأبنية مثل البروج والقلاع وبيوت الأنعام والجبال والنبات والأشجار وطورا كان الحكام المستقلون يرسمون صورهم على مسكوكاتهم والحكومات الجمهورية كانت ترسم دار حكومتها أو اسم البلدة التي ضرب فيها ومسكوكات الروم كانت على مثل هذا التراث (١) .

وجاء في دائرة المعارف للبستاني (٢) نقلا عن مسيولترون أن الدراهم من أيام سولون إلى أيام بيركلس والإسكندر كان يساوي (٩٢) سنتيما أي ٩٢ جزءا من مائة جزء الفرنك، ومن الإسكندر إلى الميلاد ٨٧ سنتيما، وقيل: كان في بادئ الأمر ٦٥ سنتيما وصار (٩٦) ثم هبط بعد زمان الإسكندر إلى (٧٥) .

وذكر اليعقوبي في تاريخه (بأن ملوك بابل هم الذين قيدوا البنيان واتخذوا المدن وعملوا الحصون وشرفوا القصور و.. واستخرجوا المعادن وضربوا الدنانير ... ) (٣) .

والقرآن يصرح بوجود الدراهم ورواجها في عهد يوسف عليه السلام حيث قال تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ} [يوسف: ٢٠] .

وروى الشيخ الصدوق رحمه الله في كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام عن آبائه عن الحسين بن علي عليه السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فقال: يا أمير المؤمنين إني أسألك عن أشياء، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: سل تفقها ولا تسأل تعنتا، فأحدق الناس بأبصارهم فقال: أخبرني عن أول ما خلق الله تعالى؟ فقال عليه السلام: خلق النور ... وسأله عن أول ما وضع سكة الدنانير والدراهم فقال: نمرود بن كنعان بعد نوح عليه السلام (٤) والظاهر أنه ملك بابل الذي كان معاصرا لإبراهيم الخليل عليه السلام.


(١) ص ٢٧٤
(٢) دار المعارف للبستاني ج٧ ص٦٧٠
(٣) تاريخ اليعقوبي: ١/٩٥
(٤) عيون أخبار الرضا: ١/٢٤٦

<<  <  ج: ص:  >  >>