هو لب الإنسان وجوهره، وتجتمع فيه الصفات التي نعرفها عن العقل والشخصية والنفس كلها مجتمعة، ونعتقد أن هذا هو القلب الذي يعنيه القرآن حين يذكر القلب أو الفؤاد (انظر الدليل فيما بعد) ، وهو الذي يتم به الشعور والتفكير والإدراك، وهو ليس قاصرًا على المخ وإنما هو وحدة مركبة من المخ، وما يرتبط به من شبكة اتصالات عصبية تربط بينه وبين الحواس المختلفة، وما يدور في هذه الشبكة من تحصيلات واتصالات وردود فعل، وما يتخزن في هذه الشبكة من معلومات مدركة وغير مدركة، كل هذا المذكور أعلاه يكون القلب المعنوي أو الفؤاد الذي يتحدث عنه القرآن.
والقلب المعنوي له قوام عضوي وقوام معنوي، والقوام العضوي للقلب المعنوي في الجسد هو المخ وما يتصل به من شبكة اتصالات عصبية، أما القوام المعنوي للقلب المعنوي فهو مجموع الأحاسيس والمشاعر والمعرفة المكتسبة وما يترتب عليها من عاطفة وفكر وإدراك. ولتقريب المفهوم يمكن تشبيه القلب المعنوي بالحاسب الكهربي (الكمبيوتر) وما يتضمنه من جزء آلي وجزء برمجي معنوي، وهذا التشبيه لتقريب المفهوم فقط، لأن خلق الخالق ليس له شبيه من صنع المخلوق.
القلب القرآني هو القلب المعنوي والدليل على ذلك:
١- كلمة "القلب" في اللغة تحتمل المعنيين: المعنى الحرفي المباشر وهو القلب العضوي في القفص الصدري، والقلب المعنوي بمعنى اللب والجوهر، ولتحديد الاختيار بين المعنيين وأيهما يناسب ما سماه القرآن بالقلب أو الفؤاد علينا مراجعة المواصفات التي أعطاها القرآن للقلب والفؤاد، ومحاولة مطابقتها على مواصفات كل من القلب المعنوي والعضوي، وأيهما يتفق مع المواصفات القرآنية يكون هو المقصود.