٣- لا يمكن الحفاظ على هذه الحالة لفترات غير محدودة، بل تتدهور الحالة تدريجيًا حتى يتوقف القلب العضوي والأعضاء الأخرى بالرغم من كل الآلات المستعملة.
٤- من الناحية الخلقية الشرعية فإن الجسد الإنساني له حرمته ولا يجوز التدخل في أموره إلا إذا كانت هناك فائدة منتظرة أو تحسن مرتقب من هذا التدخل، وفي حالة موت المخ لا ينتظر حدوث أي فائدة أو تحسن من التدخل الآلي، وبذلك لا يوجد مبرر أو مبيح للتدخل.
أو بعبارة أخرى فإن الأصل في الأمر هو عدم التدخل إلا إذا انتظرنا شفاء أو تحسنًا من جراء هذا التدخل، وهذا غير منتظر في حالة موت المخ.
الخلاصة:
المناقشة المذكورة أعلاه هي مقدمة لمحاولة الرد على السؤال عن أي الأعضاء يعتبر مؤشرًا للحياة في الجسد، وإذا مات هذا العضو يمكن الحكم بموت الإنسان صاحب هذا الجسد، وهل هذا العضو هو القلب أو المخ؟
في القديم كان التصور أن هذا العضو هو القلب العضوي، وكان الإنسان يعتبر حيًا ما دام القلب نابضًا، وإذا توقف القلب حكم بموت صاحبه.
ويظهر لنا من المعلومات المذكورة في هذه المناقشة المختصرة المبسطة أن المخ كعضو محدد أو القلب المعنوي كوحدة مركبة قوامها العضوي هو المخ أولى من القلب العضوي لأن يعتبر مؤشرًا لحياة صاحبه، وبالتالي إذا مات المخ يمكن الحكم بموت صاحبه بغض النظر عن حالة القلب العضوي.