للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكييف الحساب الجاري (الوديعة الجارية)

تعددت الآراء في تكييف عقد الحسابات الجارية واختلفت ويمكن تقسيمها إلى خمسة اتجاهات:

١-ذهب بعض من كتب في الودائع إلى أن الحساب الجاري وديعة حقيقية بالمعنى الفقهي (١) وممن اتجه إلى هذا حسن الأمين حيث قال:

(الوديعة النقدية تحت الطلب هي مبلغ يوضع لدى البنك ويسحب منه في الوقت الذي يختاره المودع، فإن ذلك كل ما يطلب في الوديعة الحقيقية ولا توجد أي شائبة في ذلك، وإذا كان البنك قد اعتاد أن يتصرف فيها بحسب مجرى العادة، فإن هذا التصرف المنفرد من جانب البنك لا يمكن أن يحسب على المودع وينسحب على إرادته فيفسرها على الاتجاه من الإيداع إلى الإقراض، فإرادة المودع لم تتجه أبدا في هذا النوع من الإيداع نحو القرض كما أن البنك لم يتسلم هذه الوديعة على أنها قرض بدليل أنه يتقاضى أجرة (٢) –عمولة- على حفظ الوديعة تحت الطلب، بعكس الوديعة لأجل، التي يدفع هو عليها فائدة (٣) ، وبدليل الحذر الشديد في استعمالها والتصرف من جانبه، ثم المبادرة الفورية بردها عند الطلب مما يدل على أن البنك حينما يتصرف فيها إنما يفعل ذلك من موقف انتهازي لا يستند إلى مركز قانوني كمركز المقترض) . (٤)


(١) الحسني، الوديعة المصرفية:١٠٧.
(٢) تجاوز العمل المصرفي هذه الفترة، وأصبحت المصارف الربوية هي التي تدفع مبالغ نقدية تشجيعا لأصحاب الأموال على الإيداع لديهم إذا استثنيا بعض الودائع البسيطة التي تأخذ عليها.
(٣) أي البنك.
(٤) حسن الأمين، الودائع المصرفية: ٢٣٣-٢٣٤، وانظر العمر، النقود الائتمانية: ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>