نظرًا لشدة تعقيد الدماغ سواء في تركيبه أو عمله فإنه لا يتوقع توصل العلماء إلى مثل هذه العملية ولو افترض جدلًا حدوث ذل فإن هذا لا ينفي حقيقة حدوث الوفاة بالتلف النهائي للدماغ في الوقت الحالي.. وإلى حين حدوث مثل هذا التطور العلمي المفترض جدلًا فعند ذلك يستدعي الأمر فقط تعديل القرائن المستعملة حاليًا لتشخيص تلف الدماغ بما يتناسب مع ما قد يستجد.
٣- ما قصة عودة الوعي إلى بعض المصابين بالغيبوبة المزمنة؟
الفرق شاسع بين الغيبوبة الناجمة عن تلف الدماغ النهائي التي تنطبق عليها الشروط المحددة لتشخيص الوفاة وبين الغيبوبة المزمنة التي لا تتوفر فيها هذه الشروط، وقد أجريت دراسة عن عدد كبير من مرضى الغيبوبة المزمنة الذين استعادوا الوعي خلال ثلاثة أشهر.. واتضح أنه لم يتم تشخيص غيبوبة أي منهم في حينها على أنها وفاة بسبب تلف الدماغ النهائي، وذلك لعدم استيفائها لكل الشروط المحدودة والمطلوبة لتشخيص حدوث الوفاة.
٤- ما هو الضرر الناجم عن إبقاء المريض مرتبطًا بجهاز الإنعاش رغم ثبوت تلف دماغه النهائي؟
أولًا: لأن في ذلك بذل جهد كبير فيما لا طائل تحته بل يقرب من كونه نوعًا من العبث وكما سبق الإشارة إليه فإن الدراسات العلمية أثبتت أن من توفرت فيه كل شروط تشخيص موت الدماغ قد وصل إلى نقطة اللاعودة، وأن توقف بقية الأعضاء عن العمل لا بد أن يحدث بعده مدة.
ثانيًا: غرف العناية المركزة في كل مستشفيات العالم محددة العدد ومخصصة لإعطاء عناية متواصلة في كل ثانية حتى تستقر حالة المريض الصحية، وهم بحاجة ماسة لمثل هذه المراقبة والعناية ووجود مريض تلف دماغه نهائيًا على هذه الأجهزة يحجز مكان مريض آخر يكون إنقاذ حياته ممكنًا بإذن الله.
ثالثًا: تكاليف العناية المركزة باهظة جدًا سواء تحملتها الدولة أو الفرد.. فمن الأولى إنفاقها فيما يعود بالنفع على المريض أو أسرته بدلًا من إهدارها بما لا جدوى منه.
رابعًا: العاملون في وحدات العناية المركزة يصابون بالإحباط لمعرفته بأن مآل جهودهم آلي ويؤثر ذلك على مستوى عنايتهم بالمرضى الآخرين.
خامسًا: تزداد آلام أقارب المريض وذويه ومعاناتهم بتكرار رؤيتهم له جثة هامدة.
٥- إذا سلمنا بأن تلف الدماغ النهائي يعني نهاية الحياة.. فمتى يتم تحديد موت هذا الشخص.. أهو عند الإصابة.. أم عند التشخيص.. أم عند إيقاف الجهاز؟
من الناحية الطبية يعتبر الشخص في حكم الميت متى استوفيت كل شروط حدوث الوفاة الدماغية لديه كما هو موضح بالتفصيل في الاستمارة المرفقة.
أما ما يتعلق بالنواحي الشرعية والقانونية المتعلقة بالوفاة.. فيترك للمتخصصين والله ولي التوفيق.. انتهى.
الملحقات:
١- قائمة ببعض المراجع.
٢- استمارة التشخيص.
الرياض في ٨/ ٦/ ١٤٠٦هـ