الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين القائل:"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين "..
أيها الإخوة الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يشرفني أن أفتتح الدورة العاشرة للمجمع الفقهي الإسلامي نيابة عن مولاي خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز، وأرحب بكم في المملكة العربية السعودية.. وندعو لكم بالتوفيق والسداد ... فإن الأمة الإسلامية، حكاما وشعوبا، يتطلعون إلى اجتماعاتكم الدورية؛ لأن قراراتكم تهم المسلم في دينه ودنياه.
أيها الإخوة الكرام:
إن عالم اليوم يعيش تقدما تكنولوجيا هائلا، ولا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن اكتشافات جديدة في شتى ألوان الحياة.. مما يتمخض عنه بعض القضايا التي لم تواجه أسلافنا من أعلام الفقه الإسلامي، مما يجعل حتمًا علينا فتح باب الاجتهاد الإسلامي، والذي لم يقفل قط في تاريخنا المضيء، وقد من الله علينا بعدد وفير من علمائنا المسلمين للاسترشاد بآرائهم في حل قضايا ومشاكل وهموم الأمة الإسلامية.
أيها الإخوة الأفاضل:
إن الفقه الإسلامي من أهم الأسس التي ساهمت في بناء الأمة الإسلامية وتكوين حضارتها وسد حاجاتها، وامتداد سلطانها وانطواء الشعوب المختلفة تحت لوائها، لأنه فقه يقوم على العدالة، ويصون الحقوق ويكفل الحريات، ويلائم الفطر السليمة، ويزيل الفوارق، ويساير التطور ...
فعالمنا الإسلامي اليوم يواجه أنواعًا جديدة من التحدي الحاقد من أناس لا تألو جهدا - متحدون أو منفصلون- للمساس بكرامة الإسلام وسماحته. وغزو أبنائه في عقيدتهم وأخلاقهم وسلوكياتهم.
وإنني أهيب بأعضاء المجمع الموقرين وبكافة علماء العالم الإسلامي أن لا يدخروا وسعا في سبيل تحقيق الأهداف الإسلامية والإنسانية العامة للمجمع.. كما يسرني أن أؤكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين - وكما هو معروف لدى الجميع- تؤيد أو تناصر دوما، وتعمل على كل ما فيه خير ورفعة وعزة الإسلام والمسلمين.
نسأل الله العلي القدير أن يوحد صفوفنا، وأن يجمع كلمتنا، ويوجه جهودنا إلى ما فيه رفعة الإسلام والمسلمين.