يسعد البنك أن يتعاون مع المجمع الموقر في مواجهة مسؤولياته الكبيرة حيال التحديات التي يلاقيها المسلمون اليوم من جراء اختلاف الكلمة، والصراعات القبلية، والتخلف الاقتصادي، وارتفاع نسبة الأمية، وغير ذلك مما ابتليت به الأمة في هذا العصر.
وإن الأمل وطيد في أن تعين جهودكم المتواصلة على شد عضد أمة القران، أمة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}[العلق: ١] ، وهي تواجه التطور العالمي السريع الناتج عن الاكتشافات العلمية المتلاحقة والتقدم التكنولوجي المذهل، وما يتطلبه ذلك من تجميع طاقات الأمة من أجل تحقيق المستوى العلمي والتكنولوجي اللائق بها، والحتمي لنهوضها وتقدمها، وتوحيد نظرة المسلمين إزاء التحديات والحفاظ على الهوية، وعلى القيم الخالدة الإسلامية التي يهددها الطغيان المادي المستشري في هذا العصر.
ولقد استجد صنف من التحديات جدير بعناية خاصة، بما يفرضه من حشد الطاقات من أجل تعزيز التعاون والتضامن، أعني بذلك العولمة الاقتصادية والتجارية عن طريق ما يسمى بمنظمة التجارة العالمية، وكذلك العولمة الثقافية والحضارية عن طريق الفضائيات، فالعولمة بوسائلها المختلفة حولت كوكبنا الأرضي إلى قرية واحدة يتم فيها تبادل السلع والأفكار والقيم والمبادئ محكومة بقانون الأقوى وشريعة الغاب.
فكم هي الجهود التي يتعين على المجمع بذلها- جهازا وأفرادا-لدرء المخاطر التي تهددنا بها القوى المادية الغربية بسيطرتها على الإعلام ووسائل الاتصال، وما يسمى بالمنظمات الدولية.
وانطلاقاً من وعي البنك بعظم التحدي، فهو على استعداد كامل لإسداء كل ما في وسعه من أجل دعم جهودكم الفردية والجماعية لمواجهة هذه التحديات الكبرى التي سيكون لها بالغ الأثر في مستقبل الأمة، وتهدد حفظ هويتها والتميز بمقوماتها وبمقدساتها.