للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٥) وقال القرطبي: "ذكيت الذبيحة أذكيها مشتقة من التطيب؛ يقال: رائحة ذكية؛ فالحيوان إذا أسيل دمه فقد طيب، لأنه يتسارع إليه التجفيف ".

ثم قال: " فالذكاة في الذبيحة تطهير لها وإباحة لأكلها ". (١) ومسك ذكي وذاك وذكية: ساطع ريحه، وأصل الذكاء في الريح شدتها من طيب أو نتن (٢) .

(٦) وقال الطبري: " {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة: ٣] يعني جل ثناؤه بقوله: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة: ٣] إلا ما طهرتموه بالذبح الذي جعله الله طهورا ". (٣)

(٧) على أن لسان العرب قد انفرد بتفسير لمعنى (الذبح) لغة، إذ يقول: "هوقطع الحلقوم من باطن عند النصيل ". وهو ما لا يتفق مع المعنى الشرعي للذبح في أي من المذاهب الفقهية، بل لم يذهب إلى هذا المعنى أحد من الفقهاء.

(٨) ويبدو أن أهل اللغة، لا يفرقون بين الذبح والتذكية: فقد جاء في القاموس المحيط: "والتذكية:الذبح " (٤)

كما جاء في لسان العرب: "جدي ذكي، أي ذبيح ".

غير أن التذكية تحمل معان أخر، فكانت أعم.


(١) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: ٦/ ٥١
(٢) تاج العروس
(٣) جامع البيان في تفسير القرآن للطبري: ٤/ ٤٦
(٤) القاموس المحيط: ٤/ ٣٣

<<  <  ج: ص:  >  >>