(١٠) ما قد يصل إلى الجسم عبر الجلد: مثل الأدهان والمروخات والطلاءات، ويتم امتصاصها عبر الجلد، كما انتشر في الآونة الأخيرة وضع الدواء على لصقة توضع على الجلد ويتشربها الجلد وتمتص منه. وكذلك الحقن (الزرق) في الجلد وتحت الجلد وفي العضلات، وسواء كانت للعلاج أو التشخيص أو الوقاية مثل التطعيم ضد الأمراض المعدية أو التخدير الموضعي فإنها كلها ليست سببًا للإفطار وإفساد الصيام، لأنها لا علاقة لها بالجهاز الهضمي.
وأما إعطاء الإبر (الزرق، الحقن) تحت الجلد بمادة تعرف باسم الأبومورفين أو غيرها لإحداث القيء (في حالات التسمم) فإنها ربما دخلت في موضوع القيء عمدًا (الاستقاء) وهو كما مر معنا سبب للإفطار لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من ذرعه القيء وهو صائم فلا قضاء عليه، ومن استقاء فليقض)) . (١)
(١١) ما قد يصل إلى الجسم عبر الأوعية الدموية مثل الأوردة
والشرايين: ومثالها الزرق (الحقن) الوريدية، وسواء كانت عقاقير للتداوي أو للتشخيص بمواد ملونة، كما يمكن إدخال قسطرة (أنبوب دقيق) عبر الأوردة أو عبر الشرايين، وتصل إلى القلب مباشرة لتصوير شرايين القلب أو مداواتها.
ويمكن نقل الدم أو مشتقاته عبر الأوردة كما يمكن سحبه منها، ويمكن إجراء الغسيل الكلوي الدموي (الإنفاذ الدموي) عبر أوردة متصلة بشريان.
ويمكن كذلك إعطاء سوائل مغذية بواسطة الحقن (الزرق) بالوريد، حيث تسرب هذه المحاليل.
وكل هذه الوسائل أفتى كثير من أصحاب الفضيلة العلماء الأجلاء بعدم كونها سببًا للإفطار، ما عدا المغذيات التي أفتى أغلبهم بأنها سبب للإفطار.
وهذه الأوردة والشرايين رغم أنها مجوفة إلا أنها لا تدخل في تعريف الجوف المخصوص والمقصود بالصيام، وهو الجهاز الهضمي.
(١) رواه الدارمي وأصحاب السنن وابن حبان والحاكم والدارقطني.