كلمة معالي
الدكتور عز الدين العراقي
الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي
في افتتاح
الدورة الحادية عشرة لمجلس مجمع الفقه الإسلامي
بالمنامة – دولة البحرين –
ألقاها نيابة عنه سعادة السفير
محمد صالح الزعيمي
مدير ديوان معالي الأمين العام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سعادة الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة،
وزير العدل والشؤون الإسلامية؛
أصحاب المعالي والسعادة؛
أصحاب السماحة والفضيلة؛
أيها الجمع الكريم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنه لمن دواعي الشرف والغبطة أن تنعقد الدورة الحادية عشرة لمجمع الفقه الإسلامي بهذا البلد المضياف تحت الرعاية السامية والكريمة لصاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، أمير دولة البحرين، حفظه الله، وكم كنت أتمنى أن أتشرف بمشاركتكم افتتاح هذا المؤتمر غير أن مهمات أخرى حالت دون ذلك، وأغتنم هذه الفرصة لأعرب لصاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة عن خالص التهاني بمناسبة بشرى نتائج الفحوصات الطبية المطمئنة متمنيًا لسموه من الله تعالى موفور الصحة وتمام العافية.
أيها الإخوة الأفاضل:
ينعقد اليوم هذا المؤتمر بعد انقضاء خمس عشرة سنة على قيام هذا الصرح الفقهي العتيد في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، تنفيذًا لإدارة قادة الدول الإسلامية في قمتهم الثالثة بمكة المكرمة، ليتخطى خدمة الشريعة الإسلامية وحدود الجهود الفردية والإقليمية، وينتقل إلى العمل الجماعي المنظم مع ما يضطلع به من بحوث ودراسات جادة في سبيل تعريف المسلمين بدينهم وأحكام شريعتهم وإيجاد الحلول الفقهية للعديد من مشاكلهم.
وإنني لسعيد حقًّا، بأن هذه المؤسسة أصبحت اليوم ملتقى صفوة فقهاء الأمة وعلمائها ومفكريها.
وأنتهز مناسبة انعقاد المؤتمر، لأتوجه بكلمتي هذه إلى السادة العلماء قائلا: إنه يقع على أكتافكم إعداد مجتمعاتنا الإسلامية على أسس سليمة، من الاعتزاز بالقيم، وترجمة الفضائل إلى سلوك، وتوجيه هذه المجتمعات إلى كيفية التعايش مع الحاضر، وطريقة التعامل مع تحديات المستقبل، وفي سبيل ذلك كله، تقع على عاتقكم واجبات كثيرة؛ لعل أهمها، الدراسة والبحث عن كافة جوانب الحياة في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية الشاملة.
فمهمتكم إذًا تكمن في الأخذ بأيدي مجتمعاتنا، ترشدونها، وتصونون مسيرتها، وتوجهونها الوجهة السليمة، لتمكينها من القدرة على التعامل والتفاعل مع التحديات الكبيرة التي يفرضها التطور في ظل نظام العولمة، الذي نقل إلينا، مفاهيم وسلوكيات بعيدة كل البعد عن تراثنا الثقافي والحضاري.