للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا اختلفنا في أمر من الأمور أمرنا بالاحتكام إلى كتابه، وإلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في حياته، وسنته الصحيحة الثابتة بعد وفاته، فقال: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [الشورى: ١٠] ، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: ٥٩] ، وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: ٦٥] .

إن الاختلاف لا يفسد الود والألفة والإخاء متى لم يكن هذا الاختلاف في صميم الإيمان، فقد اختلف الصحابة رضي الله عنهم والرسول صلى الله عليه وسلم على قيد الحياة، ولم يكن ذلك سببًا لافتراقهم، لأنهم سلموا من العلل النفسية التي تورث العوج في الفهم، ومتى كان الاختلاف مشروعًا ففيه رياضة للأذهان، وتلاقح للآراء، وفتح لمجالات التفكير للوصول إلى حلول متعددة في الواقعة الواحدة؛ فإننا لابد لنا من مراعاة آداب الحوار وأخلاقيات البحث للوصول إلى الاتفاق في القضية المختلف فيها، وإنني حاولت أن أبرز في هذا البحث ما يلي:

أولًا: معنى الحوار لغة واصطلاحًا.

ثانيًا: مشروعية الحوار.

ثالثًا: آداب الحوار.

رابعًا: منهجية الحوار وأخلاقيات البحث.

والله أسأل أن يعينني على ذلك، وهو حسبي ونِعمَ الوكيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>