للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثًا - الدليل العقلي: ويتلخص في ادعاءات ثلاثة:

أ - أن من المعقول أن ينظم العالم في وحدة دينية، ولكن ليس من المعقول أن ينظم العالم في حكومة واحدة، فذلك يوشك أن يكون خارجًا عن الطبيعة البشرية.

ب - إن مسألة الحكم غرض دنيوي خلى الله بينها وبين عقولنا.

وأخيرًا: فإن دولة الرسول خلت من كثير من أركان الدولة.

وهو يقول: (ولماذا لم يتحدث إلى رعيته في نظام الملك وفي قواعد الشورى؟ ولماذا ترك العلماء في حيرة واضطراب من أمر النظام الحكومي في زمنه؟) (١) .

هذا وقد نقل الأستاذ (عبد الحميد متولي) بعض الاستنادات الأخرى لبعض العلماء والمحدثين، تدعيمًا لوجهة النظر هذه، وهي:

أولًا: إن المؤسس الحقيقي للدولة الإسلامية هو أبو بكر.

ثانيًا: إن الدين حقائق ثابتة لا تتغير، والدولة نظام متغير.

ثالثًا: فشل الحكومات الدينية واستبدادها، وعدم القبول للتطوير، و (القوة تحتل من طبيعة الحكومة الدينية مساحة واسعة، وهي تستمد تبرير قسوتها وبطشها من نفس الغموض الذي تستمد منه سلطتها) ، كما يقول (خالد محمد خالد) في كتاب (من هنا نبدأ) .


(١) الإسلام وأصول الحكم، ص٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>