كلمة
خادم الحرمين الشريفين
الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود
ألقاها نيابة عن صاحب السمو الملكي
الأمير سلمان بن عبد العزيز
أمير منطقة الرياض
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سماحة المفتي العام للملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء.
أصحاب الفضيلة العلماء والمعالي الوزراء
معالي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي
أيها الحفل الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أشارككم افتتاح اجتماعات الدورة الثانية عشرة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تعاوناً مع مجمع الفقه الإسلامي الدولي، بمناسبة اختيار الرياض عاصمة الثقافة العربية لهذا العام ٢٠٠٠ ميلادية.
أيها الإخوة الحضور:
إن تبوء الرياض مكانة مرموقة في الثقافة العربية والإسلامية والدولية إنما هو ناتج عن اهتماما أهلها بالثقافة ونشر العلم بجميع أشكاله وفروعه، ذلك أن الثقافة التي نعتز ونفتخر بها ونسعى لنشرها، وهي ثقافة معينها كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
ومدادها إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى وحفظ الأمن والمحافظة على حرية الإنسان وكفالتها.
ثقافة تقوم على قول الحق جل وعلا: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣] .
ثقافة تنأى بالإنسان عن النفاق والرياء وتدعو إلى حسن الخلق والبعد عن مواطن الردى أسوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
أجل إن ثقافتنا ثقافة التوحيد والبناء وضع أسسها وحدد أطرها ومعالمها وشيد مؤسساتها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته منذ وضع اللبنة الأولى لبناء هذا الكيان على هدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى اكتمل البناء وبدأت مسيرة الوطن الواحد قبل مائة عام.
أيها العلماء الأفاضل إن المسؤولية والأمانة التي تحملتموها مسؤولية جسيمة – وأنتم أهل لها- نسأل الله أن يعينكم على حملها وأدائها على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى.
كما أسأله سبحانه أن يوفقكم وأن يعينكم ويسدد آراءكم؛ لتسهموا في جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم، وتبيين أحكام الله لتكون عبادة الناس وطاعتهم له على بصيرة وهدى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.