للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونود أيضًا أن يؤسس المجمع الموقر لآلية متكاملة تستوعب جميع عملاء الإسلام؛ بهدف تجميع الأدوار الفردية في دور جماعي موحد، الأمر الذي يكرس موقعهم المركزي في دعم قضية أمتنا في فلسطين، وصولًا إلى الإمساك من جديد بإسلامية القضية وأبعادها الشرعية، وهو الخيار الوحيد للقضية؛ من أجل أن نتحرر من أسر الأيديولوجيات والأفكار التي تحاصرها منذ عشرات السنين، ولا شك أن الصهاينة لا يمكنهم إخفاء ذعرهم من تمسك القضية بهذا الخيار، لأن في نهايتهم، وقد عبر عن ذلك بن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني بقوله: "نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا الثوريات ولا الديمقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الإسلام، هذا المارد الذي نام طويلًا وبدأ يتململ من جديد " (١) .

وقد أثبت الواقع - وليس بن غوريون - من خلال مئات الحوادث أن الإسلام هو الذي يستطيع وحده حسم الموقف في فلسطين , وأمام غضب الله تعالى واعتصام المسلمين بحبله، لن ينفع الصهاينة أن يقاتلوا في قرى محصنة أو من وراء جدر: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (١١١) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [آل عمران: ١١١ - ١١٢] . صدق الله العلي العظيم. والحمد لله رب العالمين.

* * *


(١) نقلًا عن: عبد الوهاب المسيري، الايديولوجية الصهيونية: ١ / ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>