لقد جرت حوادث هذه الانتفاضة، في مطلع مايو أيار ١٩٢١م بين المواطنين العرب والجنود البريطانيين الذين كانوا يطاردون خمسة وخمسين عربيًّا كانوا قد اصطدموا بمظاهرة صهيونية عمالية بتل أبيب.
وقد فسر اعتداء الجنود البريطانيين على العرب على أنه بداية هجوم صهيوني على حي المنشية العربي المجاور لتل أبيب، مما أثر غضب عرب فلسطين كافة فهبوا من مختلفة المناطق المجاورة للاشتراك في الانتفاضة.
وقد طلب العرب خلال انتفاضتهم بإحلال قوات هندية محل القوات البريطانية، كما طالبوا بتسليحهم ليدافعوا عن أنفسهم أمام اليهود المسلحين.
وقد كان رد القوات الحكومية استعمال العنف لفك تجمعات العرب المتظاهرين الذين ألحقت بهم إصابات بالغة.
٣ - انتفاضة عام ١٩٢٩م:
حدثت هذه الانتفاضة في القدس الشريف على إثر تظاهرات يهودية تطالب بحائط البراق الشريف وتطلق شعارات استفزازية، وقد أدت تلك المظاهرات التي قام بها العرب إلى اشتباكات عنيفة تدخلت على إثرها قوات الشرطة الحكومية، وبلغ الحماس أوجه عندما عقدت جماهير نابلس والجنين وطولكرم مؤتمرًا في نابلس توجهوا بعده إلى مركز شرطة المدينة، واستولوا على السلاح ورفعوا علم فلسطين المفدى فوقه.
فاستخدمت الحكومة خمسة آلاف جندي بريطاني لصد هذه الانتفاضة، كما هاجم عرب مدينة صفد المستوطنين اليهود وأصابوا (٤٥) صهيونيًّا مستوطنًا.
وامتدت الثورة إلى كافة أنحاء الريف الفلسطيني، واستخدم الإنكليز المدفعية والدبابات والطائرات والغازات ضد العرب الثائرين، وسيق مئات العرب إلى السجون والمعتقلات، وأصدرت محاكم حكومة الانتداب (٢٠) حكمًا ضد العرب بالإعدام وبالحبس المؤبد لثلاثة وعشرين عربيًّا، وقد نفذ حكم الإعدام بحق ثلاثة من أبطال انتفاضة ١٩٢٩م في سجن عكا يوم (١٧) يونيو ١٩٣٠م وهم فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد جمجوم.