نستخلص مما سبق أن فلسطين كانت دولة للعديد من الأمم السابقة كالفينيقيين والعرب الكنعانيين والفراعنة والبابليين والآشوريين والفرس والرومان، وأنها تميزت عن باقي بلاد العالم بأنها كانت مهدًا للديانات السماوية.
ويثبت التاريخ بأن العنصر العربي ظل عبر مختلف الحقب في تاريخ فلسطين يمثل الغالبية العظمي، في حين أنه على امتداد التاريخ المعروف الذي يقترب من (٥٠) قرنًا قبل الإسلام لم يعرف لليهود دولة قوية في فلسطين، إلا في تلك الفترة التي بدأت بحكم داود عليه السلام عام ١٠١٥ - ٩٥٠ ق. م.
وفي القرن السابع الميلادي كانت فلسطين خاضعة لحكم الإمبراطورية البيزنطية، وبحكم وقعها وجوارها لمهد الإسلام كانت من البلاد الأولى التي تطلع المسلمون إليها في فتوحاتهم، إذ تؤكد كتب التاريخ الإسلامية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعد قبل وفاته عام ١١ هـ جيشًا بقيادة أسامة بن زيد، وأمره أن تطأ خيوله تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، وبعد أن بسط المسلمون سيادتهم على ربوع فلسطين تم فتح بين المقدس ٦٣٥ م على يد أبي عبيده، وتسلم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مفاتيح المدينة وكتب العهدة العمرية المشهورة لأهل إيلياء.
ثم وقعت مدنية القدس بعد فترة في سلطة الصليبين، ولكن القائد صلاح الدين الأيوبي استعادها بعد معركة حطين عام ١١٨٧م، فبقيت فلسطين بما فيها مدينة القدس عربية مسلمة منذ ذلك التاريخ، حتى سقطت بيد الصهاينة في أعقاب عدوان الخامس من يونيو ١٩٦٧م.
فبعد أن رفض الشعب الفلسطيني هذا الاحتلال قام العدو الإسرائيلي بانتهاج أقصى العمليات القمعية ضده؛ بما فيها الاعتقالات والتعذيب والسجن والقتل والتشريد، وبالاعتداءات المتكررة على مدينة القدس الشريف والأماكن المقدسة.