إن الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، إيمانًا منها بالله رب العالمين خالق كل شيء، وواهب كل النعم الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم وكرمه وجعله في الأرض خليفة، ووكل إليه عمارتها وإصلاحها وحمله أمانة التكاليف الإلهية وسخر له ما في السماوات وما في الأرض جميعًا.
وتصديقًا برسالة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين ومحررًا للمستعبدين ومحطمًا للطواغيت والمستكبرين والذي أعلن المساواة بين البشر كافة، فلا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، وألغى الفوارق والكراهية بين الناس، الذين خلقهم الله من نفس واحدة.
(١) بدأت فكرة كتابة هذا الإعلان رسميًّا في عام ١٩٧٩م، حيث قرار المؤتمر الإسلامي العاشر لوزراء الخارجية تشكيل لجنة مشاورة من المتخصصين الإسلاميين لإعداد لائحة بحقوق الإنسان في الإسلام، وقد أحيلت على المؤتمر الحادي عشر والذي قام بدوره بإحالتها على لجنة قانونية وعرض النص المعدل على مؤتمر القمة الإسلامي الثالث، ولكنه أحاله إلى لجنة أخرى. ووافق المؤتمر الرابع عشر لوزراء الخارجية في دكا على المقدمة وأول مادة فيه، وأحال باقي المواد على لجنة ثالثة، ثم تتابعت المؤتمرات مؤكدة عليها إلى أن عقد اجتماع طهران في ديسمبر ١٩٨٩م وأعد الصيغة النهائية والتي تمت الموافقة عليها نهائيًّا في المؤتمر التاسع عشر لوزراء الخارجية في القاهرة، وهكذا تكون لائحة قد مرت بمجملها في عشرة مؤتمرات للخارجية (فاس، إسلام آباد، بغداد، نيامي، داكا، صنعاء، عمان، الرياض، القاهرة) وثلاثة مؤتمرات للقمة في (الطائف، الدار البيضاء، الكويت) ومجموع من جلسات الخبراء كان آخرها في طهران.