وفي هذا الصباح حقيقة تذكرت أخي الدكتور صبحي الصالح، كما ذكرت من قبل أخانا المرحوم إسماعيل الفاروقي، فأحببت فقط أن أنقل بعض مشاعري لأخوتي في هذا الصباح أقرع بها أذهانكم وقلوبكم، وفاضت أريحتي بأبيات أحببت أن أسمعكم إياها. كنت أذكر بعض أبيات لشاعر لبنان، فعلى نمطها خرجت معي هذه الأبيات. لا أريد توصية لكن لأذكركم بأن كل عالم منا يحمل الدعوة إلى الله معرض أن يكرمه الله بالشهادة في حمله لهذه الدعوة، وقد كرم الله إخواننا بالشهادة، وهي أمنية قد لا يستطيع كل إنسان أن ينالها. وأذكر بهذه المناسبة أن الشيخ عز الدين شيخ العلماء وسلطان العلماء في مصر، لما أراد نائب السلطنة أن يقتله جاء إلى بيته وطرق الباب وهو حامل للسيف، فرآه ابنه، فهرول إلى أبيه مذعورًا يقول له: يا أبتى، إن نائب السلطنة جاء ليقتلك، فكان جواب الشيخ عز الدين رحمة الله عليه أن قال: هون عليك يا بني، فإن أباك لم يبلغ بعد درجة الشهداء حتى يقتله نائب السلطان. فتلك كرامة نالها هؤلاء الإخوان قلت:
ذكرتك يا صبحي ففاضت مدامعي
وزادت هموم القلب تعسا على تعس
وعادت بي الذكرى لعهد محب
جديد الليالي كان أصفى من الورس
ودهر قضيناه على الحب والرضى
نفيق الجهاد المر في غمرة البؤس
ذكرتك والسحر الخلوب بيانه
وصوت الدعاة الحر في قوة الجرس
فيا ويح نفسي كيف يقضى صديقنا
على يد نذل مجرم القلب جبس
لقولة حق في مجال تباعض
وصيحة إيمان الخلي من الوكس
أليس ضياع العلم إذا مات أهله
وفقدان أهل الدين أنكى على النفس
فيا أخوة الفقه والدين والهدى أذكركم
صبحي وما كان في لوح الهدى منسي
وعذرا إذا قصرت في الحزن والبكا
فقد جفت دموع الحزن من سكتة الخرس
وشكرا لكم وبارك الله فيكم.