الحمد لله الذي أرسل رسوله للعالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آل بيته الأطهار وصحابته الأخيار.
صاحب السمو أمير البلاد جابر الأحمد الجابر الصباح، سمو ولي العهد سعد العبد الله السالم الصباح حفظكم الله من كل مكروه.
ضيوفنا الكرام والمشاركين في هذه الدورة رعاكم الله.
باسمي وباسم وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية (وباسم دولة الكويت حكومة وشعبًا، أفرادًا ومؤسسات) أرحب بكم أجمل ترحيب في هذه الدورة الخامسة لمجلس مجمع الفقه الإسلامي المقام على أرض دولة الكويت.
إن استضافة دولة الكويت لهذه الدورة تنبع من اهتمام سموكم حفظكم الله بدعم المشاريع الإسلامية سواء أكانت علمية تقوم بالتنظير ورسم المبادئ، أم عملية تعنى بالدعوة، وتهتم بإيصال النفع للمسلمين وتوفير التكافل لهم، وهي ترى في ذلك تعزيزًا لمكانة المجمع ومظهرًا من مظاهر الأخوة الإسلامية بين هذه الأمة، وإن لدولة الكويت بتوجيهات سموكم علاقة وثيقة بمسيرة هذا المجمع منذ أن شاركت في المرحلة التأسيسية له مشاركة فعالة، ومضت مع زميلاتها من الدول الإسلامية في دعم مسيرته انطلاقًا من الدور الذي يقوم به، فهو الأداة العصرية المؤهلة لمواصلة الجهود الشرعية والتشريعية والبحث الجماعي في حلول المشكلات المعاصرة.
والجدير بالذكر أن في الكويت مؤسسة فقهية تلتقي مع أهداف المجمع من أجلها حظيت الكويت بعضو ثان في المجمع فضلًا عن العضو الممثل للدولة، هذه المؤسسة هي الموسوعة الفقهية التي تعتبر هدية الكويت إلى العالم الإسلامي، وإن النهوض بها أغنى المجمع عن جهود ضخمة كان عليه بذلها لإعداد موسوعة فقهية شاملة، ولذا وجه طاقته إلى إنشاء موسوعة خاصة للمعاملات الاقتصادية، وهذا فضلًا عما يتصل بالموسوعة من أعمال موسوعية مساعدة منها مشروع (الكشاف الآلي الشامل للمراجع الفقهية) ويهدف لفهرسة مائة مرجع فقهي عن طريق الحاسب الآلي بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية من خلال ميثاق مشترك فضلًا عن مشروع تحقيق التراث الفقهي المخطوط، ونشر الرسائل التراثية في العلوم الشرعية.