للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

غيرها من الأعضاء، فلعلهم تخيلوا التعويل -في الأظهر في الأذن على الجمال؛ فإنها خَفِيةُ المنفعة، ولما أُمِرنا في الضحايا باستشراف العين والأذن (١)، منعنا على تفصيلٍ الضحيةَ بالشَّرْقاء (٢) والخَرْقاء (٣) والعلم عند الله.

١٠٥٠٩ - ثم قال العراقيون: إذا قطع رجلٌ يدَ رجل، والأظفارُ من يد المجني عليه مُخْضرَّة [زائلةُ] (٤) النضارة، قطعنا يدَ الجاني، وإن كانت أظفاره سليمة، وهذا يدل على ما أشرنا إليه من النظر إلى جمال الأذن، والتعويلُ على منفعة اليد.

ثم لو لم تكن لأصابع المجني عليه أظفار، لم تقطع يد الجاني، ونقلوا هذا عن نص الشافعي، وهذا محتملٌ (٥) جداً، والقياسُ (٦) إجراء القصاص؛ فإن الأظفار


(١) يشير إلى حديث علي رضي الله عنه: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن ... " وسيأتي مخرجاً في أول كتاب الضحايا.
ومعنى استشراف العين والأذن أن تتفقد وتتأمل فعلَ الناظر المستشرف، أو تطلبا شريفتين بسلامتهما من العيوب (ر. أساس البلاغة).
وكأن الإمام بهذا يتابع توجيه ما قاله العراقيون، وتعويلهم على الجمال في الأذن، لا المنفعة.
(٢) الشرقاء: يقال: شرقت الشاة شرقاً (من باب تعب) فهي شرقاء: إذا كانت مشقوقة الأذن. (المصباح).
(٣) الخرقاء: هي مخروقة الأذن، من قولك: خرِقت الشاة تخرَق خَرَقاً (من باب تعب) فهي خرقاء (المصباح).
(٤) في الأصل: "زائدة"، وهو خلاف المعنى المقصود، يؤيد ذلك عبارة الرافعي، إذ يقول: "ولا اعتبار باخضرار الأظفار واسودادها، وزوال نضارتها" (ر. الشرح الكبير: ١٠/ ٢٢٨).
(٥) هممتُ أن أبدل هذه الكلمة، لتصير العبارة هكذا: "وهذا مختلٌ جداً"، فهي أقرب إلى المعهود من لفظ الإمام أولاً، وثانياً، لأنها الأوفق والأنسب للسياق، وثالثاً؛ لأن وصف الاحتمال بـ (جداً) غير مألوف ولا معهود، على حين يسوّغ ذلك تماماً في وصف الاختلال، ولكن ردّني عن ذلك ما نقله الرافعي عن الإمام في هذه المسألة، ووَصْفُه أحدَ الوجهين (بالاحتمال) وإن كان نفسه محل احتمال، لما أبديناه في التعليق التالي من أن نسخة (النهاية) التي نقل عنها الرافعي كانت مختلة. (والعلم عند الله).
(٦) واضح من كلام الإمام أنه جعل الوجه القائل بأنه لا تقطع اليد التي لأصابعها أظافر بيد المجني عليه إذا لم يكن على أصابعها أظافر، وهذا هو الوجه الذي حكاه عن العراقيين، أقول: =