للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[١٢٥٤/ ١٣] مسألة: (وإن كان أبواه مسلمين، أو أحدُهما، لم يُجاهد تطوعًا إلا بإذنهما)، روي ذلك عن عمر وعثمان (١)؛ لما روى عبدالله بن عمرو بن العاص قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله فقال: يا رسول الله أجاهد؟ فقال: «ألك أبوان قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد» (٢)، وعن ابن عباس مثله، أخرجه الترمذي، وقال: «حديث حسنٌ صحيحٌ» (٣)، وفي روايةٍ أنه قال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبويَّ يبكيان! قال: «ارجع إليهما فأضْحِكهما كما أبْكَيتَهما» (٤)، ولأنَّ برَّ الوالدين فرض عينٍ والجهاد فرض كفايةٍ، وفرض العين يقدم.

فأما إن كان أبواه غير مسلمين فلا إذن لهما؛ لأنَّ كثيرًا من أصحاب رسول الله كانوا يجاهدون وآباؤهم مشركون لا يستأذنونهم، منهم أبو بكر الصديق ، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة (٥) كان يوم بدرٍ مع


(١) أثر عمر أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ٦/ ٥١٨، قال حدثنا وكيع، قال حدثنا مسعر، عن معن بن عبد الرحمن قال: «غزا رجل نحو الشام يقال له شيبان .. » ورجال إسناده ثقات، وأثر عثمان أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ٦/ ٥١٨، قال حدثنا سفيان بن عيينة عن موسى بن عقبة عن سالم أو عبد الله بن عيينة قال: «أراد محمد بن طلحة الغزو، فأتت أمه عمر فأمره أن يقيم، فلما ولي عثمان أراد الغزو فأتت أمه عثمان فأمره أن يقيم، فقال: إن عمر لم يجبرني أو يعزم عليَّ؟ فقال: لكني أجبرك».
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٢٨٤٢) ٤/ ١٠٩٤، ومسلم في صحيحه (٢٥٤٩) ١٩٧٥.
(٣) جامع الترمذي (١٦٧١) ٤/ ١٩١.
(٤) أخرجه أحمد في مسنده (٦٤٩٠) ٢/ ١٦٠، وأبو داود في سننه (٢٥٢٨) ٣/ ١٧، والنسائي في سننه (٤١٦٣) ٧/ ١٤٣، وابن ماجه في سننه (٢٧٨٢) ٢/ ٩٣٠، وصححه ابن حبان في صحيحه ٢/ ١٦٣، والحاكم في مستدركه ٤/ ١٦٨.
(٥) أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة هو: ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي، قيل: اسمه مهشم، وقيل: هشيم، وقيل: هاشم، كان من السابقين إلى الإسلام، شهد بدرًا والمشاهد كلها، وهاجر الهجرتين وصلى إلى القبلتين، وهو الذي تبنى سالمًا مولى أبي حذيفة ورخص النبي برضاع الكبير، استشهد يوم اليمامة وهو بن ست وخمسين سنة. ينظر: الاستيعاب ٤/ ١٦٣٢، والإصابة ٧/ ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>