للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٣٢٣/ ٣٣] مسألة: (والغالُّ من الغنيمة يُحْرَقُ رَحْلُه كله إلا السِّلاحَ والمصحف والحيوان)، الغالُّ: هو الذي يكتم ما يأخذه من الغنيمة، فلا يُطلِع الإمام عليه ولا يضعه مع الغنيمة، فحكمه أن يُحْرَق رحله كله، قال يزيد بن [يزيد] بن جابر (١): «السنة في الذي يَغُلُّ أن يُحرَق رحله»، وأُتي سعيد بن عبد الملك (٢) بغالٍّ فجمع ماله فأُحرِقَ، وعمر بن عبدالعزيز حاضر ذلك فلم يُعبه، رواهما سعيد بن منصور (٣)، وروى صالح بن محمد بن زائدة (٤) قال: «دخلت مع مَسلمة (٥) أرض الروم فأُتي برجلٍ قد غَلَّ، فسأل سالمًا عنه فقال: سمعت أبي يحدث عن عمر ابن الخطاب عن النبي قال: «إذا وجدتم الرجل قد غَلَّ فأحرقوا متاعه


(١) في نسخة المخطوط (يزيد بن زيد)، والصواب أنه يزيد بن يزيد بن جابر كما أثبته، وهو: الأزدي الشامي (ت ١٣٤ هـ)، ثقة، سمع مكحولا وكان من أوثق الرواة عنه، والزهري، روى عنه: الثوري، وسفيان بن عيينة. ينظر: التاريخ الكبير ٨/ ٣٦٩، وتهذيب التهذيب ١١/ ٣٢٤.
(٢) سعيد بن عبد الملك هو: أبو عثمان ابن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية، ويعرف بسعيد الخير، ولي الغزو في خلافة أخيه هشام بن عبد الملك، وولي فلسطين للوليد بن يزيد، وكان حسن السيرة، روى عن: أبيه عبد الملك، وقبيصة بن ذؤيب، وعمر بن عبد العزيز، روى عنه: مسلمة الجهني، وأبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، ويحيى بن سعيد الأنصاري. ينظر: التاريخ الكبير ٣/ ٤٩٧، تاريخ دمشق ٢١/ ٢١٣.
(٣) الأثر الأول: لم أجدْ في المطبوع من سنن سعيد بن منصور، والأثر في سنن سعيد عن الحسن ٢/ ٣١٥، وفي مصنف عبدالرزاق ٥/ ٢٤٧ في باب كيف يصنع بالذي يغل، عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول قال: «يجمع رحله فيحرق»، والأثر الثاني: أخرجه سعيد بن منصور في سننه ٢/ ٣١٥.
(٤) صالح بن محمد بن زائدة هو: أبو واقد المدني الليثي، منكر الحديث. ينظر: التاريخ الكبير ٤/ ٢٩١، وتقريب التهذيب ١/ ٢٧٣.
(٥) مسلمة هو: أبو سعيد ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي (ت ١٢٠ هـ)، مقبول الحديث، وكان أميرًا مشهورًا في الحروب، ويلقب الجرادة الصفراء، وله آثار كثيرة في الحروب ومكانة في الروم، ولاه أخوه يزيد إمرة العراق ثم أرمينية. ينظر: سير أعلام النبلاء ٥/ ٢٤١، وتهذيب التهذيب ١٠/ ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>