للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسليمه، مثل أزَجِّ الحاجبين (١)، أكحَل العَينينِ، أقنى الأنف (٢)، أشَمِّ العِرنِينِ (٣)، أهدب الأشفار (٤) ونحو ذلك، فأشبه السَّلم في الحوامل من الحيوان.

وعنه: صحة السَّلم فيه (٥)، وهو ظاهر المذهب؛ لأن أبا رافعٍ قال: «استَسْلَف النبي من رجلٍ بَكرًا» رواه مسلم (٦)، وروى عبد الله بن عمرو بن العاص قال: «أمرني رسول الله أن أبتاع البعير بالبَعيرين وبالأبعرة إلى مجيء المصَدِّق» (٧)، ولأنه يثبتُ في الذِّمةِ صداقًا فيثبت في السَّلم كالثياب.


(١) أزج الحاجبين: أصلها من الزَّجَج، هو رقة الحاجبين مع طولهما. ينظر: لسان العرب ٢/ ٢٨٧.
(٢) أقنى الأنف: قال ابن الأثير في النهاية ٤/ ١١٦: «القنا في الأنف طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه».
(٣) أشم العِرنين: الشَّمَم ارتفاع في قصبة الأنف مع استواء أعلاه وإشراف الأرنبة قليلًا، فإن كان فيها إحديداب فهو القنا، والعرنين هو الأنف، وأشم العرنين أي طويل الرأس بَيِّنُ الشَّمم فيه، وهو أيضًا صفة في الرجل كناية عن الرفعة والعلو وشرف الأنفس. ينظر: لسان العرب ١/ ١٨٠، ١٢/ ٣٢٧.
(٤) أهدب الأشفار: الأشفار هي حروف الأجفان التي ينبت عليها الشعر، وأهدب الأشفار: أي طويل شعر الأجفان. ينظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ٥/ ٢٤٨، ومختار الصحاح ص ١٤٤.
(٥) وذلك في رواية الميموني عن الإمام. ينظر: الروايتين والوجهين ١/ ٣٦٠.
(٦) صحيح مسلم (١٦٠٠) ٣/ ١٢٢٤.
(٧) أخرجه بنحوه أحمد في مسنده (٧٠٢٥) ٢/ ٢١٦، وأبو داود في سننه (٣٣٥٧) ٣/ ٢٥٠، والحديث معلول، ففي إسناده محمد بن إسحاق وهو مشهور بالتدليس واختلف عليه الحديث بالسماع، كما أن في الإسناد عمرو بن حريش ومسلم بن جبير مجهولي الحال، وأخرجه الدارقطني في سننه ٣/ ٦٩ من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وصححه، قال ابن عبد الهادي عن حديث الدارقطني في التنقيح ٢/ ٥٢٠: «هذا إسناد جيد وإن كان غير مخرج في شيء من السنن». ينظر: حاشية ابن القيم على سنن أبي داود ٩/ ١٤٨، والبدر المنير ٦/ ٤٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>