قلت: وهذا يدل على أن المعتبر في طهارة الجلود جريًا على قاعدة المذهب هو ما كان طاهرًا حال حياته لا ما أحلته الذكاة. (٢) الإنفحة: لفظة مفردة، تجمع على أنافح، وفي نطقها لغات، أشهرها بكسر الألف وفتح الفاء وتخفيف الحاء، وأما عن حقيقتها فهي مادة تخرج من كل ذي كرشٍ، لونها أصفر تعصر في صوفة مبتلة في اللبن فيغلظ كالجبن، وقيل: إنها تكون من كرش الحمل أو الجدي ما لم يأكل، فإذا أكل فيسمى كرشًا والله أعلم. ينظر: تهذيب اللغة ٥/ ٧٢، ولسان العرب ٢/ ٢٦٤، والمطلع ص ١٠. (٣) نقلها حنبل عن الإمام، كما قرره القاضي في الروايتين والوجهين ٣/ ٣١. (٤) ما قرره المصنف في الرواية الأولى هو المذهب، وذكر ابن تيمية بعد سوقه الرواية الثانية أن الأولى - القول بنجاسة إنفحة الميتة - هي «الرواية المنصورة»، علمًا بأن لابن تيمية اختيارًا في المجموع يوافق الرواية الثانية وهي القول بالطهارة ونقلها عنه المرداوي أيضًا في الإنصاف. ينظر: المحرر ١/ ٣٣، والكافي ١/ ٤٤، وشرح العمدة ١/ ٩٣، ومجموع الفتاوى ٢١/ ١٠٣، والفروع ١/ ١١٩، والإنصاف ١/ ١٧٥. (٥) ما قرره المصنف من أن عظم الميتة وقرنها نجس هو المذهب، والرواية الأخرى: أنها طاهرة لأنها لا تحلها الحياة. ينظر: الكافي ١/ ٤٢، وشرح العمدة ١/ ٩٠، والإنصاف ١/ ١٧٧، وكشاف القناع ١/ ١٠١. ومن الحنابلة من فرق بين العظم والقرن فقال: إن الأول تحل فيه الحياة، بدليل أنه يتألم ويمرض، بخلاف الثاني. ينظر: الإنصاف ١/ ١٧٨.