للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثانية: ينقض؛ لأن أبا أيوب (١) وأم حبيبة (٢) قالا: سمعنا رسول الله يقول: «من مس فرجه فليتوضأ» (٣)، قال أحمد: «حديث أم حبيبة صحيحٌ» (٤)، وهو عام؛ ولأنه سبيل فأشبه الذكر. (٥)

(و) الرواية (الثانية: لا ينقض لمس الفرج بحال)؛ لما روى قيس بن طلق عن أبيه (٦) أن النبي سئل عن الرجل يمس ذكره وهو في الصلاة قال: «هل هو إلا بَضْعَة منك» رواه أبو داود (٧). (٨)


(١) أبو أيوب هو: أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد الخزرجي من بني مالك بن النجار (ت ٥٠ هـ)، صحابيٌّ مشهورٌ، شهد العقبة وبدرًا وما بعدها، ونزل عليه النبي لما قدم المدينة فأقام عنده حتى بنى بيوته، واستخلفه علي على المدينة لما خرج إلى العراق، ثم لحق به بعد وشهد معه قتال الخوارج، توفي في غزاة القسطنطينية زمن يزيد بن معاوية. ينظر: التاريخ الكبير ٣/ ١٣٦، الإصابة ٢/ ٢٣٤.
(٢) أم حبيبة هي: رملة بنت أبي سفيان القرشية الأموية (ت ٤٤ هـ)، أم المؤمنين زوجة نبينا محمد ، وكنيتها بأم حبيبة أشهر، تزوجها عبدالله بن جحش وهاجر بها إلى أرض الحبشة فولدت هناك منه حبيبة، ثم تنصر عبدالله بن جحش وثبتت على دينها، وكتب رسول الله إلى النجاشي أن يزوجه أم حبيبة، فزوجه إياها وبعث بها إليه في سنة سبع. ينظر: الاستيعاب ٤/ ١٨٤٤، والإصابة ٧/ ٦٥١، والمنتظم ٥/ ٢١١.
(٣) الحديث سبق ذكر من خرجه بلفظه من حديث بسرة بنت صفوان قريبًا، والرواية التي ساقها المصنف عن أم حبيبة وأبي أيوب الأنصاري أخرجها ابن ماجه في سننه (٤٨١) و (٤٨٢) ١/ ١٦٢، وقال الدارقطني عنهما في علله: «هو محفوظٌ» ٦/ ١٢٤.
(٤) ينظر: توثيق قول الإمام أحمد في الكافي ١/ ٩٧.
(٥) ما قرره المصنف في الرواية الثانية من أن مس الدبر ومس المرأة فرجها ينقض الوضوء هو المذهب. ينظر: المحرر ١/ ٤٨، والكافي ١/ ٩٦، وشرح العمدة ١/ ٣١٧، والإنصاف ٢/ ٣٩، وكشاف القناع ١/ ٢٩٧.
(٦) قيس بن طلق هو: قيس بن طلق بن علي الحنفي اليماني، تابعيٌّ مشهورٌ، والده طلق ابن علي صحابي، تقدمت ترجمته قريبًا، قال ابن حجر: «وقيس أشهر من أن يخفى على أحد من أهل الحديث». ينظر: التاريخ الكبير ٧/ ١٥١، والثقات ٥/ ٣١٣، والإصابة ٥/ ٥٦٣.
(٧) الحديث سبق تخريجه قريبًا في حاشية ١/ ٢٢٣.
(٨) وهي الرواية الثانية في حكم لمس الذكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>