للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، قال: ثم استأخر عني غير بعيدٍ، ثم قال: تقول إذا أقمت الصلاة فذكر الإقامة مفردةً، غير أنه يقول قد قامت الصلاة مرتين، فلما أصبحت أتيت رسول الله فأخبرته بما رأيت، فقال: إنها لرؤيا حقٌّ إن شاء الله، فقم مع بلال فأَلقِ عليه ما رأيت عليه فليؤذن به، فإنه أندى صوتًا منك» رواه أبو داود (١).

فهذه صفة الأذان والإقامة المستحبين؛ لأن بلالًا كان يؤذن به حضرًا وسفرًا مع رسول الله إلى أن مات (٢).

(وهو خمس عشرة كلمةً، والإقامة إحدى عشرة، وليس فيه ترجيعٌ)، والترجيع: أن يذكر الشهادتين مرتين مرتين يخفض بذلك صوته ثم يعيدهما رافعًا بهما صوته (٣). (٤)

(فإن رجَّع في الأذان، أو ثَنّى الإقامة فلا بأس)؛ لما روى أبو محذورة (٥) أن النبي قال له تقول: «أشهد أن لا إله إلا


(١) الحديث سبق تخريجه في بداية الباب.
(٢) إن كون بلالٍ مؤذنَ رسول الله مشهورٌ، وأصله ما ثابت في حديث عبد الله بن زيد وغيره في عشرات الأحاديث، ولم يرد أن أذانه تغير إلى وفاة النبي ، وأما أنه كان على هذا الأذان إلى أن مات فلم أجد له أثرًا مخرجًا يدل على ذلك والله أعلم، وجاء في مسائل ابن هانئ ١/ ٤٠: «سألت أبا عبد الله عن أذان أبي محذورة؟ فقال: نحن نذهب إلى آخر الأمرين، وهذا آخر الأمرين». قلت: يعني بآخر الأمرين أن بلالًا عُلم الأذان السنة الأولى للهجرة، وأما أبو محذورة فعُلم الأذان عام الفتح. ينظر: الكافي ١/ ٢١٨.
(٣) ينظر: المغني ١/ ٢٤٣، والمبدع ١/ ٣١٨، الإنصاف ٣/ ٦٧.
(٤) كما في حديث عبد الله بن زيد .
(٥) أبو محذورة هو: سمرة وقيل: أوس بن معير القرشي (ت ٥٩ هـ)، وفي اسمه اختلاف كثير، وما أثبته في الأول قال ابن حجر عنه: «إنه المشهور»، صحابيٌّ، أسلم يوم فتح مكة، وكان مؤذن النبي بمكة، ومكث فيها إلى أن مات، حدث عنه ابنه عبد الملك، وزوجته، والأسود بن يزيد، وعبد الله بن محيريز، وابن أبي مليكة، وآخرون. ينظر: التاريخ الكبير ٤/ ١٧٧، وطبقات ابن سعد ٥/ ٤٥٠، وسير أعلام النبلاء ٢/ ١١٧، والإصابة ٧/ ٢٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>