للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٢٩/ ٢٠] مسألة: (وفي الأذان المُلحَّن (١) وجهان)، أحدهما: يصِحُّ؛ لأن المقصود يحصل منه، فهو كغير الملحن.

والآخر: لا يصح؛ لما روى الدارقطني بإسناده عن ابن عباس قال: «كان لرسول الله مؤذن يُطَرِّب، فقال رسول الله : إن الأذان سهل سمح، فإن كان أذانك سمحًا سهلًا، وإلا فلا تؤذن» (٢)، إلا أن ابن الجوزي (٣) ذكره في «الموضوعات» (٤). (٥)

[٢٣٠/ ٢١] مسألة: (ويستحب لمن سمع المؤذن أن يقول كما يقول)؛ لما روى أبو سعيد (٦) أن رسول الله قال: «إذا سمعتم


(١) الملحن: أي الأذان الذي فيه تطريب، يقال: لحَّن في قراءته إذا طَرَّب بها وغرد. ينظر: المبدع ١/ ٣٢٨.
(٢) سنن الدارقطني ٢/ ٨٦، قال ابن حبان في المجروحين ١/ ١٣٧: «وليس لهذا الحديث أصل من حديث رسول الله».
(٣) ابن الجوزي هو: أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن علي (ت ٥٩٧ هـ)، الفقيه المفسر الواعظ، يتصل نسبه بأبي بكر الصديق ، من شيوخ المذهب وأعيانه، سمع من أبي القاسم بن الحصين، وعلي بن عبد الواحد الدينوري، وأبي عبد الله الحسين بن محمد البارع وغيرهم، وأخذ الفقه عن ابن عقيل وابن الزاغوني، له تصانيف كثيرة، منها: زاد المسير في التفسير، والمنتظم، والموضوعات، والمذهب وغيرها. ينظر: تذكرة الحفاظ ٤/ ١٣٤٨، ووفيات الأعيان ٣/ ١٤٠.
(٤) / ١٤.
(٥) ضابط الملحِّن الذي يَرِد الخلاف فيه في المذهب هو الذي لا يُحيل المعنى، والمذهب على كراهته مع الاعتداد به. ينظر: الكافي ١/ ٢٢١، والفروع ٢/ ١٩، والإنصاف ٣/ ١٠٤، وكشاف القناع ٢/ ٧٣.
فائدة: يفرق المذهب بين الأذان الملحن والملحون، فالأول: هو المطرب كما سبق، والثاني: هو المخالف للعربية، وحكمهما في المذهب سواء. ينظر: حاشية ابن قندس على الفروع ٢/ ١٩، والإنصاف ٣/ ١٠٤.
(٦) أبو سعيد هو: سعد بن مالك بن سنان بن عبيد الخدري الأنصاري (ت ٧٤ هـ)، صحابيٌّ، مشهور بكنيته، استصغر بأحد، واستشهد أبوه بها، وغزا ما بعدها، كان من أفقه أحداث الصحابة، وأكثرهم حفظًا لحديث رسول الله ، قاتل مع علي الخوارج بالنهروان. ينظر: الاستيعاب ٢/ ٦٠٢، والمنتظم ٦/ ١٤٤، والإصابة ٣/ ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>