للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٠٣/ ١١] مسألة: (ومن صلى بالاجتهاد ثم علم أنه قد أخطأ القبلة؛ فلا إعادة عليه)؛ لما روى عبدالله بن عامر بن ربيعة (١) عن أبيه قال: «كنا مع النبي فلم ندر أين القبلة، فصلى كل رجل منا حياله، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك للنبي فنزل ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١١٥]» رواه ابن ماجه والترمذي (٢) من حديث أشعث السمان (٣)، وفيه ضعف.

وقد استدار أهل قباءٍ في صلاة الفجر بعد أن صلَّوا ركعةً حين أُخبروا بتحويل القبلة، ولا يخفى ذلك على النبي ، ولا يترك إنكاره إلا وهو


(١) عبد الله بن عامر بن ربيعة هو: أبو محمد ابن ربيعة بن مالك بن عامر (٦ - ٨٥ هـ)، صحابيٌّ، أدرك رسول الله وكان صغيرًا، ووالده من كبار الصحابة سبقت ترجمته، وكان له أخ أكبر منه اسمه عبدالله أيضًا، قتل في الطائف، وأما هذا فلم يثبت سماعه من النبي لصغره، روى عن أبيه وعمر وعثمان وعدد من الصحابة، كما روى عنه الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعاصم بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن القاسم وغيرهم. ينظر: الاستيعاب ٣/ ٩٣١، وسير أعلام النبلاء ٣/ ٥٢١، والإصابة ٤/ ١٣٨.
(٢) جامع الترمذي (٣٤٥) ٢/ ١٧٦، وقال: «هذا حديث ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان، وأشعث بن سعيد أبو الربيع السمان يضعف في الحديث»، وسنن ابن ماجه (١٠٢٠) ١/ ٣٢٦، وضعفه ابن الجوزي في تحقيق أحاديث الخلاف ١/ ٣١٦، قال في شرح العمدة ٢/ ٥٥٦: «وقد رواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن أشعث بن سعيد وعمر بن قيس عن عاصم بن عبيد الله، وهو يقوي رواية أشعث ويزيل تفرده به».
(٣) أشعث السمان هو: أبو الربيع أشعث بن سعيد البصري (ت ١٣٠ هـ)، روى عن عبد الله بن بسر الحبراني، وأبي بشر جعفر بن أبي وحشية، وأبي الزناد وغيرهم، روى عنه سعيد بن أبي عروبة وهو من أقرانه ومعتمر بن سليمان وأبو داود الطيالسي، قال ابن حجر نقلًا عن ابن عبد البر في كتاب الكنى: «هو عندهم ضعيف الحديث اتفقوا على ضعفه لسوء حفظه». ينظر: المجروحين ١/ ١٧٢، وميزان الاعتدال ١/ ٤٢٦، وتهذيب التهذيب ١/ ٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>