للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأشبه أنه تقريبٌ لا تحديد، فإن آخرة الرَّحل تختلف، فتارةً يكون (١) ذراعًا، وتارةٌ يكون أقل، فما قارب الذراع يكون مجزئًا.

فرعٌ: فأما قدرها في الغِلَظ فلا حَدَّ له، فإنه قد روي أن النبي استتر بالعَنَزة (٢)، وفي حديث عن النبي أنه قال: «استَتِرْ في صلاتك ولو بسهمٍ» (٣)، قال الأوزاعي (٤): «يجزئه السهم والسوط» (٥).

(فإن لم يجد خطَّ خطًّا)؛ لما روى أبو هريرة أن رسول الله قال: «إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئًا، فإن لم يجد فلينصب عصًا، فإن لم يكن معه عصًا فليخطَّ خَطًّا، ثم لا يضره مَنْ مَرَّ أمامه» رواه أبو داود (٦). (٧)

وصفة الخط: عرضًا مثل الهلال، وقيل: بالطول، فإن شاء عرضًا


(١) هكذا كما هو مثبت في نسخة المخطوط، ولعل الصواب (تكون) والله أعلم.
(٢) سبق ذكره في حديث أبي جحيفة في المسألة [٣٩٩/ ٧٧].
(٣) أخرجه أحمد في مسنده من حديث سَبْرة بن مَعبد الجهني (١٥٣٧٦) ٣/ ٤٠٤، وصححه ابن خزيمة في صحيحه ٢/ ١٣، وقال الحاكم: «على شرط مسلم» ١/ ٣٨٢.
(٤) الأوزاعي هو: أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو (ت ١٥٧ هـ)، الإمام الحافظ الفقيه، روى عن عطاء، وابن سيرين، ومكحول، وروى عنه بقية بن الوليد، ويحيى بن أبي كثير وغيرهم، والأوزاعي نسبة إلى أوزاع من حِمْيَر الشام، قال ابن كثير: «ونشأ بالبقاع يتيمًا في حجر أمه، وكانت تنتقل به من بلد إلى بلد، وتأدب بنفسه، فلم يكن في أبناء الملوك والخلفاء والوزراء والتجار وغيرهم أعقل منه ولا أورع ولا أعلم ولا أفصح ولا أوقر ولا أحلم ولا أكثر صمتًا منه، ما تكلم بكلمة إلا كان المتعين على من سمعها من جلسائه أن يكتبها عنه من حسنها». ينظر: التاريخ الكبير ٥/ ٣٢٦، والبداية والنهاية ١٠/ ١١٥.
(٥) ينظر: المغني ٢/ ٣٧.
(٦) سنن أبي داود (٦٨٩) ١/ ١٨٣، كما أخرج الحديث أحمد في مسنده (٧٣٨٦) ٢/ ٢٤٩، وابن ماجه في سننه (٩٤٣) ١/ ٣٠٣، وصححه ابن خزيمة في صحيحه ٢/ ١٣، وابن حبان في صحيحه ٦/ ١٢٥.
(٧) ما قرره المصنف هو المذهب، والرواية الثانية: يكره الخط. ينظر: الكافي ١/ ٤٤٠، والفروع ٢/ ٤٥٦، والإنصاف ٣/ ٦٤١، وكشاف القناع ٢/ ٤٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>