للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثانية: تصح؛ لأن صلاته نافلةٌ، فيؤم من هو في مثل حاله (١). (٢)

ويتخرَّج أن تصح إمامته لهم في الفرض بناءً على إمامة المتنفل للمفترض، ولأن عَمرو بن سَلِمة الجَرْميَّ (٣) كان يَؤمُّ قومه وهو غلامٌ في عصر النبي ، رواه البخاري (٤). (٥)

[٤٨٢/ ٣٥] مسألة: (ولا تصح إمامة مُحدِثٍ ولا نجسٍ يعلم ذلك)؛ لفوات الشرط.

(فإن جهل هو والمأموم حتى قَضوا الصلاه صحت صلاة المأموم وحده)؛ لما روي أن عمر صلى بالناس الصبح ثم خرج إلى الجُرْف (٦)، فأَهَراق الماءَ فوجد في ثوبه احتلامًا فأعاد، ولم يُعِدِ الناس (٧)، وروى الأثرم نحو هذا عن عثمان، وعلي، وابن عمر (٨)،


(١) قال في المغني ٢/ ٣٢ توضيحًا لهذا التعليل: «لأنه متنفل يؤم متنفلين».
(٢) ما قرره المصنف بخصوص إمامة الصبي بالبالغ في الفرض هو الصحيح من المذهب وعليه أكثر الحنابلة، والرواية الثانية: أن إمامة الصبي بالبالغ في الفرض صحيحة، وقيل: هما وجهان وليسا روايتين.
وأما إمامة الصبي بالبالغ في النفل فما قرره المصنف في الرواية الثانية هو المذهب. ينظر: الكافي ١/ ٤٢٠، وفتح الباري لابن رجب ٤/ ١٧٢، والإنصاف ٤/ ٣٨٨، وكشاف القناع ٣/ ٢٠٦.
(٣) عمرو بن سلمة الجرمي هو: أبو يزيد ابن قيس الجرمي (ت ٨٥ هـ)، صحابيٌّ، أدرك زمان النبي ، وكان يؤم قومه على عهد النبي لأنه كان أقرأهم للقرآن، وكانت لأبيه أيضًا صحبة ووفادة، وكان نزيل البصرة. ينظر: الاستيعاب ٣/ ١١٧٩، والإصابة ٤/ ٦٤٣، وسير أعلام النبلاء ٣/ ٥٢٣.
(٤) صحيح البخاري (٤٠٥١) ٤/ ١٥٦٤.
(٥) ينظر: الحاشية قبل السابقة.
(٦) الجرف: هي منطقة في موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام. ينظر: معجم البلدان ٢/ ١٢٨، وفتح الباري لابن رجب ٢/ ٣٢.
(٧) أخرجه مالك في موطئه ١/ ٤٩، وعبدالرزاق في مصنفه ٢/ ٣٤٧.
(٨) لم أجد تلك الآثار في المطبوع من سنن الأثرم، وقد أخرجها جميعًا ابن المنذر في الأوسط ٤/ ٢١٤، وأشار إلى تصحيحها في مقابلة أثر ضعيف عن علي يخالف أثره الموافق للجماعة من الصحابة السابق ذكرهم. ينظر: مصنف عبدالرزاق لتخريج أثر على المقابل ٢/ ٣٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>